تحت عنوان "الملحدون المصريون يطلقون سلسلة من الفيديوهات على شبكة الإنترنت"، قالت مجلة "المونيتور" الأمريكية إن أحمد الحرقان وزوجته ندى مدور يقومان بتحويل غرف نومهما إلى استوديو متلفز كل أسبوع، من خلال طلائها بالجير وتغطية الجدران بملاءات السرير من أجل الحصول على خلفية خضراء. وأضافت "الحرقان نفذ الاستديو بنفسه من خلال الاستعانة بحوامل خشبية ولمبات فلورسنت رخيصة لجلب الضوء مع طاولة قابلة للطي تتحول إلى مكتب مذيع، وفراش وبعض الوسائد حول الأرض لمنع ارتداد وتحسين جودة الصوت". وتابعت "بمجرد انتهاء العد التنازلي تشير ندى لزوجها الذي يجلس أمام الكاميرا وجهاز الكمبيوتر المحمول المستخدم في التلقين ليبدأ "عزيزي الجمهور، حلقتنا اليوم ستكون مخصصة لمناقشة الكراهية بين الأديان وعدم الكشف عن الهوية المذهبية". وتابعت "الحرقان وزوجته توليا قيادة عدد قليل من الملحدين الذين تركوا دينهم وأسرهم المسلمين إلى المدينة الساحلية للابتعاد عن الأضواء، فالحرقان أحد الذين ظهروا على شاشة التلفزيون الوطني لمناقشة معتقداته علنا دون إخفاء هويته". واستطردت "هذا الظهور في وسائل الإعلام ساهم في جعل الحرقان شخصية معروفة وهدفا لعدة اعتداءات جسدية من قبل المتعصبين الغاضبين"، بحسب وصفها، قائلاً: "لقد تعرضنا للتهديد وأجبرنا على ترك منازلنا عدة مرات، ولا أرغب في الكشف عن موقعي الحالي خوفًا من الانتقام". ووصف "المونتيور"، الزوجين بأنهما "جزء من شبكة المتطوعين من الملحدين المصريين أطلقوا برامج على الهواء على " Mind TV" أو "تليفزيون العقل" وهي قناة الانترنت بدأت البث يومًيا في مارس، وتقدم حاليًا سبعة برامج مكرسة في الغالب لانتقاد أسس الإسلام والمسيحية". وقال الحرقان "خلال المناسبات القليلة التي ظهر فيها الملحدون بوسائل الإعلام الرئيسية، كان دائمًا ما يتم مقاطعتنا وإجبارنا على التوقف ولم نحصل على فرصة للتعبير بشكل كامل لرسالتنا، وجاءت فكرة لإنشاء قنواتنا التلفزيونية خاصة منذ عام 2013". وأشارت المجلة إلى أن "هناك على الأقل 30 متطوعًا في جميع أنحاء العالم معظمهم من المصريين وظيفتهم بحثية وتوثيقية على قناة "العقل". وقال الحرقان "لست موهوبًا في مواجهة الكاميرا أو جذب حشود المشاهدين لكن هناك عدد قليل جدًا من الناس على استعداد لمواجهة المجتمع وتوجيه رسالة صادمة". وذكرت المجلة أنه "بمجرد الانتهاء من أشرطة الفيديو يتم إرسالها لصاحب القناة والمدير في الولاياتالمتحدة، كما يقوم فريق من المحررين المتطوعين والمنتجين بإضافة الرسومات وتحرير مقاطع الفيديو والإشراف على عملية البث". وكشفت "المونيتور" أن "المدير الحقيقي اسمه خلدون الغانمي وهو رجل أعمال عراقي يعيش حاليًا في الولاياتالمتحدة ويسعى للجوء بسبب معتقداته"، وقال خلال اتصال هاتفي: "كان حلمي إطلاق هذه القناة، وكنت أعرف استحالة التنفيذ عندما كنت أعيش في منطقة الشرق الأوسط". ولفتت المجلة إلى أن "الغانمي له جذور إسلامية شيعية، وكان يبيع معدات وسائل الإعلام، وعمل مهندس بث لقنوات التلفزيون العراقية، وعندما علم زملائه بترك ديانته، اضطر للهجرة إلى سوريا عام 2007 ومن ثم إلى الأردن عام 2011 بعد تهديدات بالقتل وغيرها من أشكال المضايقة". وتابعت "في عام 2013، التقى الغانمي بالحرقان عبر الإنترنت وتحدثا عن رؤيتهما المشتركة المتمثلة في إنشاء قناة تلفزيونية، وبعد توفير المال اللازم لبدء المحطة، نقل الغانمي إلى الغرب الأوسط، واستأجر استوديو صغير، وجند ملحدين عربًا وأمريكيين لمساعدته على بدء الإنتاج". وقالت "المونيتور": "وفقا للغانمي يتابع القناة ألفين مشاهد يومًيا، والأعداد تتزايد بشكل مطرد، وقال "بدأنا القناة بإمكانيات متواضعة، لكن تأثيرنا يتوسع، والهدف البث من خلال قمر صناعي خلال عام". وذكرت المجلة أن القناة تصل للمتطوعين عبر الشبكات وتجمع تبرعات صغيرة من خلال موقعها على شبكة الانترنت ولديها موظف واحد فقط هو المنتج، لافتة إلى أن الغانمي تلقى بالفعل عروضا من المنظمات والأفراد للمساعدة في تمويل العملية، على حد قوله لكنه يفضل عدم قبول أي تمويل خلال مرحلته الأولية. وقال "لا أريد لأحد أن يفرض جدول أعمال محدد على قناة، فبمجرد إنشاء قاعدة واسعة من المشاهدين سنكون قادرين على التفاوض من موقع أفضل". ورأت "المونيتور" أنه "رغم عمل الغانمي في الولاياتالمتحدة بعيدًا عن خطر الاضطهاد مع حماية بموجب قوانين حرية التعبير، تولى الحرقان وزوجته القيادة فهما يدركان جيًدا مخاطر بث رسائل مكافحة الأديان بن مصر، بينما لا يجرم القانون المصري على وجه التحديد الإلحاد لكن رغم ذلك تم سجن عدة مدونين ملحدين رافضين للأديان". وقال جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان (ANHRI) إن "الحكومات في مصر تستغل حوادث ازدراء الدين لتسجيل نقاط سياسية وزيادة شعبيتها، ففي عام 2007 دافعت الشبكة عن كريم عامر أول مدون ملحد حكم عليه بالسجن بتهمة إهانة الإسلام، ورغم قناعة عامر فلم تظهر السلطات نمطًا منطقيًا في توجيه اتهامات مماثلة". وقالت المجلة إنه في بعض الأحيان هناك استهداف وقمع لملحدين محددين واضطهادهم، بينما في أحيان أخرى لا تفعل شيئا حتى يسمح لهم بالظهور على شاشة التلفزيون دون نتيجة، وقال عيد "كل هذا يتوقف على ما إذا كانت الدولة ستستفيد من حالة في لحظة محددة أو إذا كان مدون معين له عداء خاص مع جهاز أمن الدولة". وأشارت إلى أن "الحرقان تجنب الحديث عن السياسة في برنامجه مفضلاً التركيز على الانتقادات اللاهوتية، فهو يعتقد أن هناك خطورة في تتبعه"، وقال "كانت هناك العديد من الشكاوى قدمت ضدي مع المدعي العام، وفي أي لحظة قد يقرر توجيه اتهامات". واختتمت "المونتيور" تقريرها قائلة "حتى ذلك الحين سيستمر الحرقان في تحويل منزله لاستوديو، ويمكن أن يغري مزيد من المتطوعين للانضمام إليه".