يبدو أن الأزمة تتفاقم بشكل واضح بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأحزاب المعارضة حيث وجه إليهم في خطب متكررة اتهامات بالخيانة ودعم الإرهاب والكذب ، فيما اشارت صحيفة موالية للنظام إلى أن مصير مصر مرهون بنتائج الانتخابات التركية. ورصدت "الحياة" اللندنية في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء علاقة أردوغان بالمعارضة التركية وخطبه الكثيرة عن أحداث مصر خاصة بعد أحكام الإعدام المتكررة ضد أنصار جماعة الإخوان المسلمين. وسلط التقرير الضوء على تصريحات أردوغان عن حكم إعدام مرسي وبعض قيادات الإخوان بقوله:" انه دخل عالم السياسة حاملاً كفنه على كتفه" ، متمنيا الشهادة في سبيل الحق. وتابع التقرير .. صحيفة "ستار" المؤيدة للحزب الحاكم، خرجت في اليوم التالي بعنوان "مصير مصر وقدرها مرهونان بنتائج الانتخابات التركية"، مع صورة ضخمة لأردوغان وخبر تفصيلي أورد كل ما قاله عن مرسي، إضافة إلى تهديده الصحف التركية التي نشرت نبأ الحكم بإعدام مرسي، من دون انتقاد القضاء المصري أو رفض قرار المحكمة. وحذر ناطق باسم الرئاسة التركية أمس، من اضطرابات ستجتاح الشرق الأوسط، إذا نفّذت مصر حكم الإعدام في مرسي وقياديين في جماعة "الإخوان المسلمين". وأضاف أن أنقرة ستعمل مع مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وستتخذ كل الخطوات اللازمة في هذا الصدد. وتراجعت وسائل إعلام تركية تسعى إلى الحفاظ على حيادها، أمام استقطاب قوي بين غالبية إعلامية موالية لأردوغان، وأقلية معارضة بشدة، بينها وسائل إعلام إسلامية تابعة لجماعة الداعية المعارض فتح الله غولن، مثل "زمان" و"بوغون". وبدأت الحكومة بالعمل لإغلاق هذه الوسائل، بعد تسجيل جماعة غولن بوصفها "تهديدا"، وذلك في محضر اجتماع مجلس الأمن القومي مطلع الشهر، واعتبارها "جماعة إرهابية يجب استئصالها من جذورها". وبدأت النيابة العامة بالعمل في قضية جديدة سُرِّبت فحواها إلى وسائل إعلام موالية، تتحدث عن ضرورة قطع الذراع الإعلامية لجماعة غولن. في الوقت ذاته، سنّ كتّاب الموالاة أقلامهم في شكل يُعتبر سابقة، ضد الإعلام "المحسوب على الحياد"، فباتت أمراً عادياً قراءة شتائم وتحريض واستهزاء، بل كذلك المطالبة بإغلاق تلك الوسائل أو فرض غرامات مالية ضخمة عليها بسبب "سياساتها التحريرية". ويفاقم ذلك قلق متابعين للانتخابات النيابية المرتقبة بعد ثلاثة أسابيع، والتي يُرجّح أن تكون الأكثر سخونة وربما الأكثر خطورة في تاريخ تركيا.