ذكرت صحيفة" نيويورك تايمز" ما كان يركز عليه الصحفيون الأجانب في كتاباتهم حول تركيا، بخصوص الانقسام والخلاف الأساسي في المجتمع التركي بين المحافظين المتدينين والعلمانيين، لكن هذه الأيام هناك انقسام داخلي بين المحافظين وأنفسهم، و ذا في الغالب نعمة خفية للديمقراطية في تركيا. وأوضحت أن جانبا من الخلاف في تركيا الآن بين أنصار رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" الذي يواجه انتقادات متزايدة بسبب أسلوب حكمه الاستبدادي، والجانب الآخر من الخلاف أنصار "فتح الله غولن" عالم إسلامي وخطيب قاطن بولاية بنسلفانيا الأمريكية، وهو من ألهم أقوى مجموعة مجتمع مدني بتركيا بتعاليمه. وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ سنوات قليلة كان حزب العدالة والتنمية بقيادة "أردوغان" وحركة "غولن" من أقرب الحلفاء، وكان لهم عدو مشترك وهو الجيش العلماني الذي كان يهدد المحافظين والديمقراطية معا، حيث انضم لهذا الجيش العديد من العلمانيين الليبراليين،على أمل أن يكونوا أقرب إلى النمط الأوروبي الديمقراطي الليبرالي. لكن بعد إخضاع الجيش وسجن المئات من ضباطه لمدد طويلة، بدأ التحالف بين "أردوغان" و"غولن" ومعهم الليبراليون يتهاوى، وبالتدريج انسحب معظم الليبراليين من دعم "أردوغان" بحجة بدء تقليده لأسلافه في الاستبدادية، وبعدها مباشرة بدأت الخلافات بين حزب "أردوغان" وحركة "غولن". وبينت الصحيفة أن حركة "غولن" حركة إسلامية تقية قادت دائما فكرا إسلاميا واضحا، عكس الإسلاميين في حزب العدالة، حيث كانت الحركة تقدر دائما علاقات تركيا مع الغرب، مؤيدة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وعلاقاتها ودية مع اليهود والمسيحيين، وفي مقابل كل هذا اتهم الإسلاميون "غولن" بأنه يعمل مع وكالة الاستخبارات الأمريكية، وبعد اعتقال واتهام أنصار "أردوغان" من قبل القضاة والبوليس التابعين ل "غولن"، اعتبر "أردوغان" هذا هجوما شخصيا عليه، وبعدها بدأ "أردوغان" الهجوم على كل أتباع "غولن" من مدارس وشرطة وقضاء. وأشارت إلى أن خسارة "أردوغان" لأتباع "غولن" سيكون له تأثير كبير على ترشح "أردوغان" في الانتخابات الرئاسية يونيو 2014، لصالح مرشحين آخرين، مضيفة أن عدم توحيد المحافظين المتدينين تحت راية واحدة مفيد للديمقراطية، ومن هنا تعدت الحكومة التركية على حقوق وسائل الإعلام و الجامعات والمنظمات غير الحكومية وحياة المواطنين العاديين.