نستطيع أن نقول أن العد التنازلي قد بدأ لإصدار النسخة المطبوعة من صحيفة المصريون بإذن الله ، وقد حددت أسرة تحريرها يوم الاثنين الحادي والعشرين من شهر نوفمبر الحالي موعدا لصدور العدد الأول ، وبطبيعة الحال سينظر كثير من الأصدقاء القراء إلى هذا التاريخ باعتباره بعيدا نسبيا ، ولكننا نحن نراه قريبا جدا نسبيا ، إنها المفارقات الزمنية التي تجعل للزمن مقياسا خاصا داخل كل شخص أو طرف أو حالة ، فمن يتشوق لمقابلة شيئ يحبه أو يحصل عليه يشعر بأن الدقائق القليلة بمثابة دهر طويل يريد أن يطوى طيا ، بينما من يواجه تحديا كبيرا ويحمل مخاطرة يشعر بأن الأيام التي تفصله عن موعده أشبه بطرفة عين يتمنى أن لو طالت بعض الشيء . منذ عدة أشهر ونحن نعمل على الترتيب لصدور المصريون المطبوعة ، وهي رحلة طويلة تلك التي تنقضي قبل أن ترى بين يديك تلك النسخة ، اقتصاديا وقانونيا وإداريا وسياسيا ثم فنيا ، وفي الأسابيع الأخيرة كنا نعيش أياما ثقيلة من تزاحم الأعباء والمهام والترتيبات لكي نسابق الزمن لصدور الصحيفة قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة ، أحيانا كنت تخرج من بيتك في الصباح الباكر فلا تتذكر أنك لم تتناول غداءك إلا عندما ينبهك أحدهم أن الليل قد انتصف ، وعندما تكون إمكانياتك المادية محدودة ، فأنت تعمل تحت ضغط زائد وتعاني عناءا مضاعفا وأنت تختار فريق العمل معك في ظل منافسات "مالية" غير متكافئة في سوق العمل ، خاصة في وقت انفتحت فيه شهية كثيرين على خوض تجربة إصدار الصحف اليومية والأسبوعية . إنتاج صحيفة ورقية يختلف بطبيعة الحال عن إنتاج نسخة الكترونية منها ، فالأمر هنا أكثر تعقيدا ، ودائرة العمل والعاملين أكثر اتساعا بمراحل ، ويدخل عليك أبوابا جديدة مثل توفير منظومة تجهيزات فنية مختلفة لرسم الصفحات وإخراجها يوميا وتنفيذ ذلك على الشاشات قبل أن تذهب به إلى المطبعة ، أضف إلى ذلك حسابات أخرى معقدة ومهمة لتكاليف الطباعة ، وبذل جهد مضني في مساومات من أجل تخفيف التكلفة وهو جهد غير مثمر في الغالب ، ثم المغامرة بإنتاج كمية معينة من النسخ وانتظار رد فعل السوق مجتهدا تحاشي اتساع الفجوة بين الكمية التي تم طباعتها والكمية التي يتم بيعها بالفعل في الأسواق ، لأن اتساع هذه الفجوة تعنى خسارة ، عندما تتراكم يوميا تعني صداعا وقلقا ، ولذلك تستخدم بعض الصحف "الخاصة" أحيانا أساليب غير لائقة لبسط نفوذها على سوق التوزيع ، كأن تدفع مبالغ مالية أو هدايا عينية بصفة منتظمة لكبار البائعين وأصحاب منافذ التوزيع المهمة من أجل أن يعرضوا صحيفتهم بشكل استثنائي بارز جدا ، بينما تطوى صحف أخرى وأحيانا توضع تحت الطاولة بحيث لا يعثر عليها إلا من يسأل عنها بالاسم ، وألاعيب أخرى لا أضيع وقت القارئ في الإسهاب فيها . لماذا أقول كل هذا ، لكي أحمل قراء المصريون جزءا من المسؤولية التضامنية ، في التعريف بالصحيفة ومراقبة نقاط التوزيع بشكل تطوعي ، فليعتبر نفسه كل قارئ أنه مندوب الصحيفة وممثلها ، ويرصد طريقة عرضا وتواجدها من عدمه في نقاط التوزيع المهمة ، ويتواصل معنا بالنصيحة والاقتراح وإبداء الملاحظات ، إضافة إلى أن يعوضنا عن ضعف إمكانات الدعاية لصدور الصحيفة بأن ينشر خبر صدورها بين أصدقائه ومعارفه وجيرانه في السكن والعمل وكل من يصل إليهم من أبناء الوطن ، فضلا عن بذل كل الجهد من أجل التعريف بموعد صدورها عبر شبكة الانترنت وصفحات الفيس بوك والتويتر ومختلف نوافذ التواصل الاجتماعي . من جانبنا ، نعد كل أصدقاء المصريون بأن نخرج لهم صحيفة تليق بنا وبهم ، وتسعدهم وتسد لهم فراغا إعلاميا كانوا يستشعرونه ، كما عبر كثير من السادة القراء ، وأن نلتزم بالمهنية والاحتراف في إخراجها فنيا وتحريريا ، وأن نلتزم فيها المصلحة الوطنية ونتغيا فيها الإسهام بكل ما يحقق نهوضا لهذا الوطن وحفاظا على هويته الحضارية وانتمائه العربي الإسلامي ، وأن نبذل قصارى ما نملك من جهد وطاقة من أجل إنجاز عمل صحفي مشرف للصحافة المصرية ، صحافة الثورة . كل عام وأنتم بخير ، وكل عام وبلدنا وأمتنا بخير . [email protected]