أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بشدة هجوم شنته ميليشيا شيعية أمس على منازل أهل السنة ومحلاتهم في حي الأعظمية ببغداد، مطالبة بالتدخل لمساعدة العراق على استتباب الأمن. وقالت "إيسيسكو"، في بيان لها اليوم الخميس، تلقت الأناضول نسخة منه إنّ "عناصر من ميليشيا شيعية (لم تسمها) مساء أمس الأربعاء بالهجوم على منازل أهل السنة ومحلاتهم في حي الأعظمية ببغداد، وحرقها ونهبها، وإحراق مبنى الوقف السني هناك، والاعتداء على جامع الإمام أبي حنيفة ورميه بالأحجار"
واعتبرت المنظمة، التي تتخذ من الرباط مقرا لها أن "العمل الإرهابي الإجرامي من قبل هذه العناصر الإرهابية المتطرفة على مكان مقدس، وعلى مواطنين آمنين وتدمير ممتلكاتهم ونهبها، دليل على تفشي التعصب المقيت في أوساط التنظيمات الشيعية التي تتبع لها هذه العناصر، وعلى خطورة الأوضاع في العراق"
وقالت إن الوضع يتطلب موقفًا حازمًا من السلطات الحاكمة، وتدخلاً من قبل جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة الأممالمتحدة، لمساعدة العراق على استتباب الأمن والعدل فيه.
وأكدت المنظمة على رفضها ل"التجييش الطائفي"، ودعت إلى حلّ كلّ الميليشيات الطائفية وتجريدها من أسلحتها، وحصر السلاح والتنظيم العسكري في القوات الحكومية فقط، حفاظًا على السلم والأمن في العراق، و"منعًا لأي تجاوزات واختلالات طائفية من أي جهة".
ومنطقة الأعظمية في بغداد ذات غالبية سنية وتضم مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان، أحد أصحاب المذاهب السنية الأربع، وهي تجاور منطقة الكاظمية ذات الغالبية الشيعية والتي تضم مرقدي إمامين لدى المسلمين الشيعة الاثني عشرية هما موسى بن جعفر الكاظم، ومحمد بن علي الجواد.
وتكون المنطقة السنية ممراً لحشود زائرين شيعة يتوجهون سيرا على الأقدام صوب مرقد الإمام الكاظم في كل عام، وقد شهدت في السنوات الماضية هجمات مسلحة وتفجيرات استهدفت الزوار الشيعة ممّا أدى الى مقتل وإصابة العشرات.
وأشاع مجهولون في وقت متأخر من ليلة أمس بمنطقة الأعظمية بين الزائرين المتوجهين لمرقد الامام الكاظم بوجود مفجر انتحاري بينهم وهو ما بث الهلع بينهم، بحسب ما ذكر شهود عيان لوكالة الأناضول.
وفي أعقاب ذلك أضرم مجهولون النار بمبنى تابع لديوان الوقف السني وعدد من الدور السكنية والسيارات في المنطقة السنية وهو ما أشعل مواجهات بين الزوار الشيعة وسكان المنطقة السنية وأفادت مصادر أمنية بأنها خلفت نحو 19 جريحا.
وتحولت المنطقة فيما بعد إلى ما يشبه ثكنة عسكرية بعد أن أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتطويقها بعشرات آلاف الجنود وأفراد الأمن للسيطرة على الوضع واحتواء أعمال العنف.
وذكر العبادي، في حديث مقتضب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه يوجه بتطويق "الفتنة" في الأعظمية، ويأمر بالتعامل بكل حزم مع أية محاولة لزعزعة الأمن للحفاظ على أمن المواطنين وممتلكاتهم.
وعاد الهدوء إلى المنطقة بعد انتشار أفراد الأمن واحتواء الحوادث التي أعادت إلى الأذهان أعمال عنف طائفية واسعة النطاق بين السنة والشيعة بين عامي 2006 و 2008، عقب تفجير مجهولين لمزارين شيعيين بمدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين، شمالي العراق.
وقضى في تلك السنوات عشرات الآلاف من الأشخاص من الجانبين عندما سادت حوادث القتل على الهوية الطائفية على يد متشددين سنة وشيعة على حد سواء.