أعلنت العتبة الكاظمية في بغداد اليوم الخميس، مشاركة أكثر 10 ملايين شخص في زيارة ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم، سابع الائمة لدى الشيعة الاثني عشرية، التي انتهت اليوم الخميس، فيما أعلن قائد عسكري اعتقال 15 شخصا من المتورطين في أعمال العنف التي شهدتها مدينة الأعظمية، ببغداد يوم أمس. وقال جمال الدباغ الامين العام للعتبة الكاظمية، خلال مؤتمر صحفي عقده بمدينة الكاظمية، وحضره مراسل "الأناضول"، إن "أكثر من 10 ملايين زائر من مختلف المحافظات، إضافة إلى زائرين من دول عربية واسلامية شاركوا بزيارة الأمام موسى الكاظم". وأشاد المسئول العراقي ب "دور القوات الامنية والتجمعات المدنية في تنظيم الزيارة على مدى اسبوع كامل". وتتوافد سنويا الحشود على منطقة الكاظمية، شمالي العاصمة بغداد، التي تمتلئ بالزوار المتشحين بالسواد وبينهم اطفال ونساء يأتون من مناطق مختلفة في العراق سيرا على الاقدام، في تقليد شيعي. من جانبها، قالت ذكرى علوش أمينة العاصمة بغداد خلال المؤتمر، إن أكثر من ألف عامل تنظيف ونحو 150 الية تابعة لأمانة العاصمة شاركوا في تنظيم في الزيارة"، مؤكدة ان "الخطة التي وضعتها امانة بغداد للزيارة كانت ناجحة". وموسى الكاظم هو سابع الأئمة لدى الشيعة الاثني عشرية، ولد في منطقة تعرف بالأبواء بين مكة والمدينة المنورة، وتوفي عام 799 ميلادية وعمره 55 عاما في سجن السندي ابن شائك حيث كان يعتقل في بغداد. وتتضمن الزيارة إقامة مراسم خاصة تصور حياة الإمام الكاظم، وطريقة وفاته عبر أحد رجال الدين الذي يقوم بسرد قصة الامام موسى الكاظم، أمام الضريح في منطقة الكاظمية شمالي العاصمة العراقيةبغداد. وتتهم الأدبيات الشيعية الخليفة العباسي هارون الرشيد بقتل الامام الكاظم عبر دس السم له بينما كان في السجن. وتأتي الزيارة في ظل تصاعد وتيرة العنف في العاصمة بغداد عبر سلسلة تفجيرات بسيارات ملغومة وقنابل تستهدف مناطق تضم تجمعات للمدنيين في ارجاء العاصمة. بدوره، قال الفريق الركن عبد الامير الزيدي قائد عمليات بغداد (تابعة للجيش) خلال المؤتمر الصحفي إن "75 ألف عنصر أمن شاركوا في تأمين الزيارة على مدى الأيام الماضية، إضافة إلى مشاركة 3 آلاف مفتشة (امرأة)"، مؤكدا "نجاح الخطة الامنية التي أعدت للزيارة". وبشأن أحداث مدينة الأعظمية يوم أمس بيَن الزيدي إن "هناك مندسين دخلوا بين الزائرين وهو عمل مبيت ومنظم شرع به بعد منتصف الليل من خلال اثارة الشائعات حول وجود حزام ناسف في ساحة عدن ومحمد الجواد والعطيفية وفي نفس المنطقة التي يوجد بها البناية التابعة للوقف السني وتم السيطرة عليها وابطال هذه الشائعات"، مشيرا الى انه "تم اعتقال 15 شخصا من المعتدين والمروجين لوجود انتحاريين ويجري التحقيق في الحادث لمعرفة ملابساته ومن يقف خلف تلك المجاميع". وأشاع مجهولون في وقت متأخر من ليلة أمس بمنطقة الأعظمية بين الزائرين المتوجهين لمرقد الامام الكاظم بوجود مفجر انتحاري بينهم وهو ما بث الهلع بينهم، بحسب ما أبلغ شهود عيان وكالة "الأناضول". ومنطقة الأعظمية في بغداد ذات غالبية سنية وتضم مرقد الامام ابي حنيفة النعمان، مؤسس أول مذهب سني، وهي تجاور منطقة الكاظمية ذات الغالبية الشيعية والتي تضم مرقدي إمامين لدى المسلمين الشيعة الاثني عشرية موسى بن جعفر الكاظم، ومحمد بن علي الجواد. كما أضرم مجهولون النار بمبنى تابع لديوان الوقف السني وعدد من الدور السكنية والسيارات في المنطقة السنية وهو ما أشعل مواجهات بين الزوار الشيعة وسكان المنطقة السنية وأفادت مصادر أمنية بأنها خلفت نحو 19 جريحا. وتحولت المنطقة بعد ذلك إلى ما يشبه ثكنة عسكرية بعد أن أمر العبادي بتطويقها بعشرات الآلاف من الجنود وأفراد الأمن للسيطرة على الوضع واحتواء أعمال العنف.