دعا رئيس الوقف السني العراقي محمود الصميدعي، اليوم الخميس، رئيس الوزراء حيدر العبادي الى عدم التهاون مع المسؤولين عن اعمال عنف طائفية وقعت ليلة امس في العاصمة بغداد وأثارت مخاوف من تفاقمها. وقال الصميدعي، في كلمة متلفزة في أعقاب الأحداث، إن "ما شهدته مدينة الاعظمية يراد من ورائها اجندة طائفية واجندة عبثية تسيء الى هيبة الدولة وسمعة الحكومة". ودعا في الكلمة، التي تابعها مراسل الأناضول، حكومة العبادي الى "الضرب بيد من الحديد لجميع العابثين من أي طائفة أو مكون كانوا". وأوضح الصميدعي ان "هذه العصابات الاجرامية التي وضعت يدها بيد داعش لخراب العراق ودماره جاءت وهي تحمل معها قناني لحرق هيئة ادارة استثمار الوقف السني في مدينة الاعظمية والمنازل والممتلكات"، مشيراً إلى أن "هذا الفعل يراد منها العبث بوحدة العراقيين وسمعة زيارة الإمام الكاظم (ع)". وأضاف الصميدعي أن "هذه الاعمال مقصودة ونتعرض لها بين الحين والأخر للتهديد او الاستيلاء على بعض ممتلكاتنا، ويبدو أنهم عندما لم يفلحوا من خلالها لجأوا الى الحرق والتدمير". وأشار إلى أن "الفرصة فاتت على هؤلاء بعد تمكن الوقف بفضل جنوده من الاحتفاظ بكافة الوثائق والاوليات والحجج الوقفية ولم تحترق الا الجدران والاليات". ومنطقة الأعظمية في بغداد ذات غالبية سنية وتضم مرقد الامام ابي حنيفة النعمان، مؤسس أول مذهب سني، وهي تجاور منطقة الكاظمية ذات الغالبية الشيعية والتي تضم مرقدي إمامين لدى المسلمين الشيعة الاثني عشرية موسى بن جعفر الكاظم، ومحمد بن علي الجواد. وتكون المنطقة السنية ممراً لحشود زائرين شيعة يتوجهون سيرا على الأقدام صوب مرقد الإمام الكاظم في كل عام، وقد شهدت في السنوات الماضية هجمات مسلحة وتفجيرات استهدفت الزوار الشيعة ممّا أدى الى مقتل وإصابة العشرات. وأشاع مجهولون في وقت متأخر من ليلة أمس بمنطقة الأعظمية بين الزائرين المتوجهين لمرقد الامام الكاظم بوجود مفجر انتحاري بينهم وهو ما بث الهلع بينهم، بحسب ما أبلغ شهود عيان وكالة الأناضول. وفي أعقاب ذلك أضرم مجهولون النار بمبنى تابع لديوان الوقف السني وعدد من الدور السكنية والسيارات في المنطقة السنية وهو ما أشعل مواجهات بين الزوار الشيعة وسكان المنطقة السنية وأفادت مصادر أمنية بأنها خلفت نحو 19 جريحا. وتحولت المنطقة فيما بعد الى ما يشبه ثكنة عسكرية بعد أن أمر العبادي بتطويقها بعشرات آلاف الجنود وأفراد الأمن للسيطرة على الوضع واحتواء أعمال العنف. بدوره وصف رجل الدين الشيعي البارز وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر احداث الاعظمية بأنها "مشينة ووقحة وخارجة عن اخلاق اهل البيت". وقال، في بيان تلقت الأناضول نسخة منه، إن بعض المحسوبين على الشيعة "زورا وبهتانا" يعمدون الى تأجيج الفتنة الطائفية والاعتداء على الأبرياء من أهالي مدينة الأعظمية التي عمدت الى انقاذ الغرقى من الزوار قبل أعوام وعلى رأسهم عثمان. وكان الصدر يشير الى مواطن سني غرق في نهر الفرات بعد إنقاذه 7 من الشيعة من الغرق في نهر الفرات عندما سقط العشرات منهم من فوق جسر خلال زيارة دينية أثناء التدافع بعد شائعة وجود انتحاري. وقال الصدر إن المحسوبين على الشيعة "عمدوا اليوم إلى حرق بيوت الأعظمية وبعض مقارها وآخرون صاروا يستعرضون بالزي العسكري ويرمون العيارات النارية".