اتهم رئيس ديوان الوقف السني محمود الصميدعي، في بيان متلفز الخميس، عصابات ذات أجندة طائفية بالوقوف وراء أحداث العنف والتخريب في منطقة الأعظمية، معتبراً أنها تشكل عبثاً بوحدة العراق، فيما تعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي بمحاسبة المسئولين عن الأحداث. وقال الصميدعي إن الهدف من أحداث الأعظمية هو إثارة الفتنة الطائفية، والعبث بوحدة العراق. وطالب الصميدعي رئيس الوزراء والحكومة بالضرب بيد من حديد على هذه العصابات لأنها تضر بالمصالحة، كما طالب أجهزة الأمن إلى أخذ دورها الحقيق وتحمل مسئولياتها وقطع الطريق على ما وصفها "عصابات التخريب". وفيما قال إن أعمال التخريب بالأعظمية لن تنال من وحدة العراق، دعا الصميدعي إلى عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية وتحقيق مصالحة حقيقة. كما طالب بالتحقيق مع المعتقلين بشأن العصابة الطائفية، وشكر العبادي على إغلاق منطقة الأعظمية. عنف وتخريب في الأعظمية وكانت منطقة الأعظمية ذات الغالبية السنية الواقعة شمالي بغداد شهدت مقتل 4 أشخاص وإصابة ما يزيد على 20 آخرين إثر اندلاع أعمال عنف وشغب فجر الخميس، أثناء عبور زوار شيعة يحيون ذكرى وفاة الإمام الكاظم. ووفقاً للشرطة العراقية، شملت أعمال العنف إحراق منازل والاعتداء على مبنى للوقف السني في الأعظمية، الذي يعبره الزوار في طريقهم إلى حي الكاظمية، لزيارة ضريح الإمام موسى الكاظم إحياء لذكرى وفاته التي تختتم مراسمها الخميس. واتهم مسؤولون عراقيون، بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، "مندسين" بين الزوار بالتسبب بهذه الأعمال. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لفرانس برس "قام مندسون من الزوار المتجهين إلى مرقد الإمام الكاظم، بالهجوم على مبنى تابع لهيئة استثمار أموال الوقف السني في منطقة الأعظمية، وأحرقوا 17 منزلاً على الأقل باستخدام مواد سريعة الاشتعال".
وأوضح الضابط أن أعمال الشغب اندلعت الساعة الثانية والنصف فجر الخميس، بعدما سرت "شائعات" بين الزوار المتوافدين إلى الكاظمية، عن وجود انتحاري يعتزم تفجير نفسه. وأضاف أن الفوضى التي حصلت إثر ذلك، تطلبت من الشرطة إطلاق النار في الهواء لتهدئة الحشود، ما دفع بعض الزوار للاعتقاد أن سكاناً في الأعظمية يطلقون النار باتجاههم. واتخذت السلطات العراقية إجراءات سريعة للحؤول دون تدهور الأوضاع.
العبادي يتعهد بمحاسبة المسؤولين وأصدر مكتب رئيس الوزراء بياناً فجر الخميس، أعلن فيه أن العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، أمر القوات الأمنية "بتطويق الفتنة وملاحقة مثيريها"، وتعهد بمحاسبة المسؤولين عن الحوادث التي وقعت في منطقة الأعظمية. واعتبر العبادي أن ما جرى سببه "اندساس إرهابيين بين الزوار"، مؤكداً "التعامل بكل حزم مع أية محاولة لزعزعة العمل والعمل على الحفاظ على أمن المواطنين وممتلكاتهم". وجاء في بيان للمجمع الفقهي العراقي أن العبادي زار في وقت مبكر من صباح الخميس المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء مستنكراً ما جرى في منطقة الأعظمية "من اعتداء على جامع الإمام الأعظم وحرق لمنازل المواطنين ولدوائر الوقف السني على أيدي مجهولين". واضاف البيان أن العبادي أشاد بوقفة العلماء والوجهاء والقادة الأمنيين في استيعاب الفتنة وتطويقها. وتابع البيان أن المجمع الفقهي العراقي دعا العبادي إلى محاسبة المجرمين ووضع حد لهذه التجاوزات وتعويض المتضررين من هذه الجريمة، ونقل عن العبادي قوله "سوف نحاسب المسؤولين عن جريمة الاعتداء على الأعظمية". وأفاد مصدر أمني وشهود عيان بعودة الهدوء إلى منطقة الأعظمية بعد نشر أعداد كبيرة من عناصر الأجهزة الأمنية بعد الأحداث.