رفض مجلس الشيوخ الأسباني، في تصويت اليوم الأربعاء، اقتراحا يدافع عن المزاعم الأرمنية المتعلقة بأحداث عام 1915، التي شهدتها منطقة الأناضول. ورفض 130 عضوا في مجلس الشيوخ الاقتراح، الذي يحمل قيمة استشارية للحكومة، في حين وافق عليه 14 عضوا، وامتنع 68 عن التصويت. وقال "خوسيه ماريا تشيكو"، عضو مجلس الشيوخ عن حزب الشعب الحاكم الذي صوت ضد الاقتراح، خلال مناقشات الاقتراح، إنه لا يمكن لأعضاء البرلمان وضع أنفسهم محل المؤرخين أو المحاكم، مضيفا أن ما يمكن أن تقوم به إسبانيا هو تشجيع الحوار بين تركيا وأرمينيا، مؤكدا أن مصطلح "الإبادة الجماعية" لا يمكن التعامل معه بسهولة، إذ إنه مصطلح تاريخي وقانوني. وأكد السفير التركي في مدريد، عمر أونهون، في تصريحات للأناضول، على أهمية الموقف غير المنحاز لإسبانيا فيما يتعلق بالادعاءات الأرمنية، معربا عن أمله في أن تحذو دول الاتحاد الأوربي الأخرى حذو إسبانيا.
ما الذي حدث في 1915؟
تعاون القوميون الأرمن، مع القوات الروسية بغية إنشاء دولة أرمنية مستقلة في منطقة الأناضول، وحاربوا ضد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914. وعندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعينالأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي.
وبينما كانت الوحدات العسكرية الأرمنية، تعطل طرق امدادات الجيش العثماني اللوجستية، وتعيق تقدمه، عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلوها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي.
وسعيًا منها لوضع حد لتلك التطورات، حاولت الحكومة العثمانية، إقناع ممثليالأرمن وقادة الرأي لديهم، إلا أنها لم تنجح في ذلك، ومع استمرار هجمات المتطرفين الأرمن، قررت الحكومة في 24 نيسان/ أبريل من عام 1915، إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، واعتقال ونفي بعض الشخصياتالأرمنية البارزة. واتخذ الأرمن من ذلك التاريخ ذكرى لإحياء "الإبادةالأرمنية" المزعومة، في كل عام.
وفي ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو/ آيار، من عام 1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية.
ومع أن الحكومة العثمانية، خططت لتوفير الاحتياجات الانسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة.