طالبت لجنة الشئون العربية بمجلس الشورى أمس الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف بنفي ما نسب إليه من تصريحات في بعض الصحف المصرية حول الرسوم المسيئة للرسوم الكريم ، صلي الله عليه وسلم ، وإطلاع الرأي العام على ما جرى في مقابلته بوفد مسلمي الدنمرك بعد ما أثير عن نشر صحيفة دنمركية صورا تسيء إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. ورفضت اللجنة ما نسب إلى شيخ الأزهر بأنه قال إن الرسول رجل ميت وللموتى حرمتهم ، مؤكدة أن المسلمين لا يتعاملون مع الرسول الكريم على أنه ميت،وقرر السفير محمد بسيوني رئيس اللجنة توجيه الدعوة إلى شيخ الأزهر للاستماع إلى رأيه في هذه القضية ، والتصريحات المنسوبة إليه. وندد أعضاء لجنة الشئون العربية في مقدمتهم الكاتب الصحفي سمير رجب والدكتور عبد العظيم رمضان وأحمد العماوي وزير القوى العاملة السابق والدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع بما قامت به الصحيفة الدنمركية وبعض الصحف الغربية . وأجمع النواب على ضرورة سحب سفراء الدول الإسلامية من كوبنهاجن ومطالبة سفرائها بمغادرة الدول الإسلامية وعقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب للتصدي للافتراءات ضد الدين الإسلامي ورسوله الكريم وفرض مقاطعة ضد أي دولة تسيء إليها. وأدان النواب رفض رئيس وزراء الدنمرك مقابلة سفراء الدول الإسلامية ، ووصفوا موقفه بالغطرسة والفظاظة ، وحمل النواب الحكومتين الأمريكية والبريطانية كل ما يسيء للإسلام . وأكد النواب أن الدنمرك ما كانت لتتحرك إلا بإيعاز من واشنطن ولندن ، والدليل على ذلك أن هناك مشروعا قانون يقدم للكونجرس الأمريكي بوقف المساعدات الأمريكية للفلسطينيين بدعوى فوز حماس في الانتخابات البرلمانية. وأكد الأعضاء أن ما حدث يرجع إلى ضعف العالم الإسلامي ولو كان هذا العالم قويا لما حدثت الاستهانة برموزه، وتساءلوا عن ردود فعل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والزرقاوي الذين يزعمون دفاعهم عن الإسلام والمسلمين. وأكد الدكتور محمد شعبان مستشار وزير الخارجية المصري أمام اللجنة أن مقاطعة مصر للبضائع الدنمركية ردا على الإساءات التي وجهتها صحيفة دنمركية إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لن تؤتي ثمارها لأن مصر تستورد ما قيمته 103 ملايين دولار من الدنمرك وإنما ستكون المقاطعة أقوى وأشمل لو حدثت من السعودية ودول الخليج التي تستورد ما قيمته أكثر من 5 مليارات دولار من الدنمرك. وقال شعبان إن طلب مصر بإدراج هذا الموضوع في القمة الاستثنائية التي عقدت في مكة تم رفضه لأن الاجتماع كان مخصصا لقضية التطرف وتم إدراج فقرة فقط في البيان الختامي دون مناقشات. وانتقد شعبان الذي تولى منصب سفير مصر لدى الدنمرك قبل أحداث 11 سبتمبر موقف حكومات الدولة الغربية والدنمرك من هذا الموضوع بدعوى حرية الرأي ، مؤكدا أن أي حكومة لا تستطيع أن تجيز لأي صحيفة تناول موضوع معاداة السامية وقامت بسن قوانين لتجريم مجرد تناول هذا الموضوع وأمتد الأمر إلى أن تشمل هذه القوانين كل ما يمس إسرائيل. وأوضح مستشار وزير الخارجية المصري أن أحمد أبو الغيط وزير الخارجية تناول هذا الموضوع على هامش منتدى المستقبل بالبحرين أواخر العام الماضي والتقى وزير خارجية الدنمرك بناء على طلبه وطلب منه إصدار بيان رسمي يدين الإساءات التي تسببت الصحف الدنمركية.