الخناق يضيق تدريجيا حول الرئيس البوروندي، بيير نكورونزيزا، المتواجد حاليا في تنزانيا، والذي أُعلن خبر عزله، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، من قبل رئيس مخابراته السابق، وقائد هيئة أركان الجيش، غودفراود نيومباري. ورغم أنّ الرئاسة البوروندية أعلنت على حسابها الرسمي على "تويتر" "فشل الانقلاب"، وأنّه "تمت السيطرة على الوضع"، إلاّ أن الكثير من الأحداث الجارية، بالتزامن مع ذلك، تشي بأن الوضع على الأرض يتطور في الاتجاه العكسي، وفقا لمراسل وكالة "الأناضول".
ومنذ إعلان نيومباري نبأ عزل نكورونزيزا، واصلت أفواج المحتجين المقدّرة بالآلاف، تدفّقها نحو مقرّ الإذاعة والتلفزيون الرسمي في العاصمة بوجمبورا، والذي يعدّ أحد رموز النظام الحاكم في البلاد، والخاضع لحماية الجيش الموالين له.
ووفق بعض المحتجين ممن إلتقتهم "الأناضول"، فإنّ "الجموع الحاشدة ستتطيح بالنظام من هنا (من مقر الإذاعة والتلفزيون الرسمي)، بغض النظر عما يروّج له النظام".
واستخدمت قوات الأمن والجيش القنابل المسيلة للدموع والطلقات التحذيرية، في محاولة لصد الجموع المحتجة التي ما فتئت أعدادها تتزايد بشكل لافت.
ومن علامات فقدات التأثير للنظام الحاكم هو إعادة فتح "الإذاعة الأفريقية العامة" في بوجمبورا، وهي من أبرز المحطات الإذاعية في البلاد والمحسوبة على المعارضة، وقد أغلقتها السلطات البوروندية منذ أبريل/ نيسان الماضي، عقب اندلاع الاحتجاجات على ترشح نكورونزيزا لولاية رئاسية ثالثة.
الإذاعة عادت إلى البث من العاصمة، اليوم، إثر تمكّن المتظاهرين من دخولها بالقوة، متغلّبين على قوات الأمن والجيش التي كانت تحرسها، حسب شهود عيان ل"الأناضول".
أما شبكة "واتس آب" الاجتماعية، التي قطعتها السلطات، وفقا للمعارضة، "تجنّبا لتبادل المعلومات بين المحتجين"، فقد سجّلت هي الأخرى عودتها للعمل في البلاد.