أجرى رئيس الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي المقدوني المعارض "زوران زاييف"، زيارة إلى مدينة "كومانوفا" شمالي مقدونيا، التي شهدت قبل أيّام اشتباكات مسلحة استمرت 28 ساعة بين عناصر الشرطة ومجموعة من المسلحين، راح ضحيتها 8 من عناصر الشرطة و14 من المهاجمين المسلحين. وأوضح زاييف في تصريح أدلى به لمراسل الأناضول أن المواطنين الذين تعرضت بيوتهم للدمار نتيجة الاشتباكات بحاجة ماسة لمساعدات فورية، وأن السكان عبروا له عن حسن تعامل عناصر الشرطة معهم ومع الواقعة، وقال: "إن الأضرار المادّية يمكن إصلاحها، إلا أن الصدمة التي تعرض لها المواطنون لا يمكن نسيانها بسهولة". وأوضح "صدري آساني" أحد سكان المدينة أن أحدًا من السكان لم يشعر بتسلل مسلحين إلى المدينة وأن كل شيء حدث في لحظة، مشيرًا أن 15 منزلًا في حي "تودي ميندول" تعرض لأضرار بالغة وان سكان الحي لن يستطيعوا نسيان ما شهدوه من لحظات صعبة خلال الاشتباكات. وأضاف آساني الذي ينتمي إلى المكون الألباني، أن أبناء المدينة من مقدونيين وألبان يعيشون منذ الأزل في ألفة ومحبة، وتربطهم أواصر اجتماعية وعلاقات صداقة، واصفًا ما جرى أنه بمثابة لعبة لدب الفتنة بين أبناء المدينة من ألبان ومقدونيين. على صعيد متصل، أرسل رئيس وزراء صربيا "ألكساندر فوتشيش"، رسالةً إلى نظيره المقدوني "نيكولا غرويفسكي"، قال فيها "إننا ندين كل الأعمال التي ستتسبب بزعزعة الاستقرار في مقدونيا والمنطقة"، كما أرسل تعازيه بمقتل عناصر الشرطة. وكانت الأحداث قد اندلعت صباح السبت الماضي، لدى مداهمة الشرطة منزلًا يشتبه بوجود مهربي أسلحة فيه، حيث قام الموجودون في المنزل بإطلاق النار على الشرطة. وبحسب مراسل الأناضول فإن الشرطة فرضت طوقًا أمنيًا حول حي "تودي ميندول"، الذي كان يشهد اشتباكاتٍ متقطّعة، كما أشار المراسل إلى تحليق مروحية فوق المنطقة. وسبق أن أعلنت وزيرة الداخلية "جوردانا جانكلوفيسكا"، في مؤتمر صحفي عقدته في وقت سابق، مقتل 8 من عناصر الشرطة، فضلًا عن إصابة نحو 37 آخرين، كما لفتت إلى مقتل 14 مسلحًا وتسليم 20 آخرين أنفسهم لقوات الأمن.