أبدى الكاتب الصحفي المتخصص في الشئون العربية، فهمى هويدى، تعجبه من قرار مصر بمنع قراء القرآن من السفر إلى طهران في الوقت الذي سافر وفد من الفنانين المصريين إلى طهران لحضور مهرجان «الفجر» السينمائي. وقال هويدى، بهذا الأمر إيران كسبت ومصر خسرت، ذلك أن إيران دافعت عن فنها وكبرت فى حين أن مصر فى هذا المشهد تخلت عن دورها وصغرت، ليتابع: أدرى أن قرار الحظر الذى أصدره وزير الأوقاف شمل تركيا وقطر إلى جانب إيران، وهى الدول التى يفترض أنها مشتبكة سياسيا مع مصر فى الوقت الراهن. واختتم هويدي مقاله بصحيفة "الشروق"، بملاحظتين إحداهما أنه مما يثير الانتباه ويبعث على الدهشة أن عمق الخصومات واتساع نطاقها يحدث مع الدول الشقيقة بوجه أخص عربية كانت أم إسلامية لكنه لا يحدث بنفس القدر مع الدول الغربية والآسيوية الأخرى، (هل لأن العَشَم أكبر فى الأشقاء؟). والملاحظة الثانية من وجهة نظر هويدى، أنه ما أن يرفع رضا السلطة فى مصر عن شخص أو مؤسسة أو دولة، حتى تتسابق مختلف الجهات فى تصفية حساب السلطة مع ذلك الطرف والإعراب عن عدم رضاها عنه. وهو ما نلمسه فى أجهزة الإعلام وأجهزة الأمن والإدارة وصولا إلى الجمارك والضرائب والمصارف وغير ذلك، وهو ما يحول عدم الرضا السياسى إلى لعنة تلاحق الطرف المستهدف فى دنياه، وربما تمنوا أن تطارده فى آخرته؟