ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أن سبب أحداث العنف المتواصلة في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند, ليس عنصريا هذه المرة وإنما طبقي. وأشارت الصحيفة في تقرير لها في مطلع مايو إلى الاحتجاجات التي نظمها السود من قبل في فيرغسون, وما يحدث حاليا في بالتيمور، موضحة أن الأولى فيها أغلبية من السود تصل إلى 67% بينما قوات الشرطة والأمن مكونة من غالبية بيضاء, وليس فيها سوى ثلاثة أفراد من السود. وتابعت "أما في بالتيمور فالأمر مختلف، فعمدة المدينة أسود ورئيس مجلس المدينة أمريكي أسود ومأمور الشرطة من السود، بالإضافة إلى ثلاثة آلاف عنصر يمثلون نصف قوات الشرطة في المدينة هم من الأمريكيين السود أيضا". واستطردت " الحاجز الذي يقف بين الشرطة وأهالي بالتيمور هو حاجز طبقي، حيث يتعالى أفراد الشرطة على الفقراء، ويشعر سكان الضواحي الفقيرة, بأنهم مستهدفون ويعاملون بطريقة غير عادلة". ونقلت الصحيفة عن مدير مشروع معهد كاتو للعدالة الجنائية تيم لينش قوله :"إن الأمر لا يتعلق بالعِرق، بل بإحساس المرء أنه مواطن من الدرجة الثانية". وشهدت عدة مدن أمريكية في مطلع مايو مظاهرات جديدة احتجاجا على مقتل الشاب الأسود من أصول إفريقية فريدي غراي, عندما كان محتجزا لدى الشرطة. وتزامنت المظاهرات مع تسليم شرطة بالتيمور تقريرها إلى القضاء إثر تحقيق أجرته بشأن ملابسات الحادث. وقد أثارت الحادثة احتجاجات في نيويوركوواشنطن وبوسطن وفيلادلفيا وبالتيمور وشيكاغو، بينما طلب مسئولو مدينة بالتيمور من الناس التحلي بالصبر إلى أن يتخذ ممثلو الادعاء قرارا بشأن القضية. وقال كيفن ديفيس مساعد قائد الشرطة "إن غراي اعتقل بشكل عنيف ونقل في آلية للشرطة توقفت ثلاث مرات، وفي آخرها صعد إليها معتقل آخر". وكان تسجيل فيديو التقط بهاتف نقال قد كشف التعامل الفظ مع غراي وكيف ألقي في شاحنة شرطة مقفلة وهو مصاب في ساقه، وفوق ذلك لم يزوده أفراد الشرطة بحزام أمان لمقعده الأمر الذي تسبب في جروح في رأسه. وتعتقد السلطات أن أفراد الشرطة قد تجاهلوا توسلات غراي بنقله للمستشفى لتلقي العلاج لإصاباته. ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأربعاء الموافق 29 إبريل مقالا نقلت فيه إفادة سجين كان في عربة الشرطة التي نقل فيها غراي. وقال المعتقل -بحسب وثيقة للشرطة اطلعت عليها الصحيفة- إن غراي "كان يضرب نفسه على هيكل الآلية التي نقل فيها"، وقد ظن أنه "يريد أن يجرح نفسه عمدا". وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يكن بوسع المعتقل رؤية غراي، إذ كان حاجز معدني يفصل بينهما. وتشهد بالتيمور مظاهرات يومية منذ مقتل غراي (25 عاما) الذي أصيب بكسر في الرقبة بعد توقيفه من قبل شرطة المدينة. وتحدثت وكالة الصحافة الفرنسية عن وقوع صدامات محدودة مساء الخميس الموافق 30 إبريل بين مجموعة من المتظاهرين في فيلادلفيا والشرطة التي أرادت منعهم من النزول إلى طريق عام. وكانت بالتيمور شهدت أعمال شغب الاثنين الموافق 27 إبريل امتدت إلى مدن رئيسية أخرى في مشهد يحيل إلى العام الماضي, حين نظمت احتجاجات على مقتل سود عزل برصاص الشرطة في مدينة فيرغسون بولاية ميزوري وفي نيويورك وغيرهما. ويرى مراقبون أن حادثة بالتيمور -وعدة أحداث مماثلة سبقتها- تؤجج التوتر العرقي الكامن في الولاياتالمتحدة بين الشرطة والمواطنين السود, حسب "الجزيرة".