ذكرت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، أن التحقيقات تجريها السلطات الأمريكية لكشف ملابسات وفاة الشاب الأسود «فريدي غراي» (25 عاما)- الذي لقى حتفه في وقت سابق الشهر المنصرم أبريل بعد توقيفه من قبل رجال الشرطة- في مدينة «بالتيمور» التابعة لولاية ميريلاند، أثبتت أن الشاب المذكور أُصيب أثناء نقله للسجن، وليس أثناء توقيفه. وذكرت العديد من الأخبار التي نقلتها وسائل إعلام أمريكية تسربت إليها معلومات عقب إرسال ملف تحقيقات الشرطة حول الحادث، إلى الادعاء العام، أنه لا يوجد أي دليل على الإطلاق يشير إلى أن «غراي» قد أُصيب أثناء توقيفه. وأوضحت وكالة «رويترز»- في معلومة أسندتها إلى تقرير الطب الشرعي الذي عاين جثة غراي- أن ضربة تسببت في كسرعنق غراي في سيارة الشرطة التي نقلته، مما أدى إلى وفاته. هذا في الوقت الذي تزعم فيه شرطة «بالتيمور» أن الجرح الموجود برأس «غراي» بسبب مسمار في الجهة الخلفية من السيارة. وفي سياق متصل، ذكرت قناة «ABC News» أن الشرطة الأمريكية ضربت رأس «غراي» في المسمار الخلفي للسيارة، مشيرة إلى أن الغموض لازال غير واضح بشأن ما تسببت عنه هذه الضربة. هذا في الوقت الذي ذكرت فيه صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في وقت سابق، في خبر لها حول الحادث، أنها توصلت إلى وثيقة مرفقة بالملف الذي لم يتم الكشف عنه للرأي العام، وأن هذه الوثيقة بها أقوال معتقل آخر كان موجودا في سيارة الشرطة مع «جراي»، وتشير إلى أن الشاب الأسود «فريدي غراي» الذي لقي حتفه، «حاول جرح نفسه متعمدا». وأضاف الخبر أن المعتقل الموقوف حاليا بالسجن، ذكر كذلك أنه لم ير «غراي» لأنه كان هناك جدار معدني عازل بينهما وهما في سيارة الشرطة، واشار الخبر إلى أن الصحيفة تمكنت من الحصول على تلك الوثيقة شريطة عدم الإفصاح عن اسم المعتقل الذي أدلى بأقواله للشرطة. وفي سياق متصل قال «كيفين دافيس» مساعد مدير أمن «بالتيمور» أن السيارة التي كانت تحمل «غراي»، توقفت ثلاث مرات وليس أربع، بحسب قوله في تصريحات صحفية أدلى بها الخميس. أما النقطة المثيرة للانتباه في تقرير الشرطة حول الحادث، فهى ما ذكر حول طلب «غراي» الذي تم توقيفه في الساعة 08.40 صباحا يوم الحادث بالتوقيت المحلي، واثناء اقتياده لسيارة الشرطة، طلب جهاز تنفس يستخدمه مرضى الربو. ومن المنتظر أن يقرر مدعي عام الولاية بعد أن ينتهي من التحقيقات، ما إذا كان سيتم رفع دعوى قضائية ضد 6 من رجال الشرطة تم توقيفهم عن العمل بعد وفاة «غراي»، لحين الانتهاء من التحقيقات، لوجود شبهة جنائية في الحادث. كما أن وزارة العدل الأمريكية، كانت قد بدأت هي الأخرى تحقيقا من جانبها لمعرفة ما إذا كان هناك انتهاك لحق المواطن في الحادث أم لا. وكانت أعمال العنف، قد اندلعت بالمدينة المذكورة، الاثنين الماضي، عقب تشييع جنازة «جراي»، الذي تُوفي بعد أسبوع من توقيف الشرطة له، في وقت سابق الشهر الجاري، على خلفية حيازته سكينًا، حيث قام رجال الشرطة بتكبيل يديه وإدخاله إلى سيارتهم، ثم نُقل إلى المستشفى عقب ذلك، وتوفي بعد أسبوع من توقيفه، متأثرًا بإصابته في عموده الفقري. وزادت الشرطة الأمريكية من التدابير الأمنية مع حلول مساء ذلك اليوم، كما ساهم حوالي ألفي عنصر من الحرس الوطني الأمريكي التابع للجيش في تطبيق التدابير، وبدأ حظر التجول اعتبارًا من الساعة العاشرة ليلً الثلاثاء، وحتى الخامسة فجرا بالتوقيت المحلي، الأمر الذي أدى إلى هدوء نسبي بالمدينة، على عكس لية الاحتجاجات.