تواصلت الاحتجاجات في مدينة بالتيمور بولاية "ميريلاند" الأمريكية، على ممارسات الشرطة العنيفة، حيث نظم آلاف الأشخاص مسيرة من أجل الشاب الأسود "فريدي جراي" (25 عامًا)، الذي تُوفي في المستشفى الأحد الماضي، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها، أثناء اعتقاله من قبل الشرطة الأمريكية. واستمرت المسيرة على مدى ساعات، أطلق المشاركون خلالها هتافات "سنواصل النضال من أجل فريدي"، و"لا سلام بدون عدالة"، و"ما كان لفريدي أن يموت". وشهدت نهاية المسيرة بعض أحداث الشغب، حيث قامت مجموعة من المتظاهرين بكسر زجاج سيارات الشرطة، وواجهات بعض المحال التجارية، كما ألقت عبوات الماء البلاستيكية على رجال الأمن، الذين أوقفوا 12 شخصًا على الأقل. وأعربت رئيسة بلدية بالتيمور "ستيفاني رولينجز- بليك"، عن أسفها بسبب وقوع أحداث شغب في المسيرة، مشيرة إلى أن 95% من المشاركين كانوا سلميين، وأن مجموعة صغيرة هي التي افتعلت أعمال العنف. وأظهر تسجيل فيديو التقطه أحد المواطنين بهاتفه المحمول لحظة اعتقال عناصر الشرطة لجراي (25 عامًا)، في 12 نيسان/أبريل الجاري، على خلفية حيازته سكينًا، حيث يصرخون في وجهه، بعد أن قاموا بتكبيل يديه وإدخاله إلى الحافلة، ثم نُقل إلى المستشفى، وتوفي في 19 من الشهر ذاته، متأثرًا بإصابته في عموده الفقري. ومن المقرر أن تنتهي التحقيقات بالقضية في الأول من آيار/مايو المقبل، ومن ثم يقرر الادعاء العام في ولاية ميريلاند، توجيه دعوى قضائية ضد عناصر الشرطة من عدمه. بدورها أعلنت وزارة العدل الأمريكية، في بيان لها الثلاثاء الماضي، فتح تحقيق فيدرالي، للتحقق فيما إذا كان هناك انتهاك بحق المواطنة في حادثة وفاة "جراي" من عدمه. يشار إلى أن وفاة "غراي" تأتي بعد مقتل عدد من المواطنين الأمريكيين، من ذوي الأصول الأفريقية، في مدن فيرجسون، ونيويورك، وكليفلاند، ونورث تشارلستون، في الآونة الأخيرة، نتيجة العنف الذي تمارسه الشرطة الأمريكية، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا حول الممارسات العنصرية، ووضع علامة استفهام على مدى عدالة النظام القضائي الأمريكي.