الموضوع تعدى تخطيط فاشل لإدارة المرحلة الانتقالية الراهنة لاستهتار كامل في استهلاك الموارد الطبيعية و المالية و عبث في الأرواح ، لتستحق الحكومة الحالية لقب " أسوأ حكومة " عرفها الشعب المصري أو" أفشل حكومة " مرت عليه ، و من كارثة تسلم الأخرى ، يا قلبي لا تحزن ! وزير النقل واستهتار بأرواح الملايين أخطاء فنية جسيمة تعرضت لها محطات الخط الثالث من مترو الأنفاق،و لن يسعفني المقال ذكر كل التفاصيل ، الا أني سوف أتعرض لجوانب المشكلة على عجالة : 1- الشق الفني ، حيث أصدرت وزارة النقل في مايو 2014 تقارير فنية تفيد وجود شروخ في جسم النفق في الخط الثالث للمترو ، بالإضافة إلى وجود تسربات مائية قريبة من كابلات الكهرباء ، تنقل مرحلة الخطر إلى الخط الأحمر لاحتمال تعرض حياة ملايين المواطنين للخطر 2- إفادات العمال ، حيث أفادوا بتقديمهم ببلاغين ، أحدهما إلى وزير النقل ، في 2 فبراير 2015، يفيد ب”وجود عيوب في كامل منظومة التشغيل وأنظمة القيادة وإشارات التحويل والوحدات مما قد يتسبب بكارثة ،و بلاغ أخر في فبراير الماضي، تقدم به 14 سائقا ببلاغ لإدارة المترو والتحكم المركزي بالشركة، بوقوع خطأ في الازدواج ضمن عيوب تشغيل النظام . 3- تقارير صحفية ، كشفت عن أن القطار كان معطل منذ شهر ، وأن السائق المصاب كان يجرى عملية تجربه للقطار حين فوجئ بعدم وجود فرامل أثناء تجربة القطار وبالتالي لم يستطع إيقافه . 4- تقارير أخرى ، تقر بحدوث انهيارات أرضية متكررة في مناطق باب الشعرية واحمد سعيد وعبده باشا وشارع الجيش ، و أن الهيئة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق اقترحت علي الشركة الفرنسية تقليل النفقات بتغيير في خطة الحفر وإلغاء الساند الخراساني الذي تحمل عليه المحطة بأكملها , لتقليل حديد التسليح في الحوائط اللوحية المساندة لهيكل المحطة ، و أن هذا تغيير سيوفر على خزانة الدولة عشرات الملايين ،فما كان من نتيجة هذا الاتفاق إلا أن الحفار الفرنسي العملاق المستخدم في شق الأنفاق تحت الأرض ، قد فقد بعدما غاص تحت 2600 متر مكعب من التراب تحت الأرض، ناهيك عن التخريب المتوقع في البنية التحتية للمباني والمساكن في منطقة هي من اشد مناطق قلب القاهرة ازدحاما ! و قد خرج علينا وزير النقل والمواصلات المهندس هاني ضاحي ، بعد زيارة السائق المصاب بتصريح مفاده أن أي تقصير سيحال المسئول عنه للنيابة العامة سواء كان مسئولا كبيرا أو صغيرا ، و لا ندري إلى متى يتم تحميل المسئولين الصغار عواقب أي إهمال أو كارثة ، ويظل الوزير في منأى عن التقصير و المحاسبة ، فما كنه عمل الوزير إذا لم يكن مشروع بهذه الحساسية و الضخامة تحت أعينه و سمعه و بصره ! أما إذا كان ما حدث قد حدث في معزل عنه ، فالأجدر أن يتقدم السيد الوزير باستقالته . وزير البيئة و عبث بصحة المواطنين علق الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، تعليقًا هو أشبه بالنكتة المصرية على حادث غرق ناقلة نيلية محملة ب500 طن فوسفات، مفيدا أن عنصر الفوسفات لا يشكل أي خطورة على المياه، و مطمئنًا للمواطنين: "أن جميع المصريين يستطيعون شرب مياه النيل بلا أضرار، ومادة الفوسفات في دول أخرى وخصوصًا دول أمريكا اللاتينية تلقى في المياه لزيادة إثراء المياه لو (ناقصها عنصر الفوسفات)، وليس هناك مدعاة للقلق" انتهى التصريح اللطيف الذي شجع فيه وزير البيئة المصريين على شرب مياه النيل واصفا إياه أنه قد أصبح الآن أكثر فائدة قبل أن تغرق أطنان من الفوسفات فيه ، و بعيدا عن مساءلة المسئول عن غرق كمية لا يستهان بها من الوارد الطبيعية في النيل و طرق النقل و الحفظ السليمين الواجب إتباعهما ، لربما عندها وجب علينا محاسبة الدكتور نبيل عبد المقصود أستاذ علاج السموم وأمراض البيئة بكلية طب قصر العيني ورئيس الجمعية المصرية لعلاج السموم البيئية ، الذي أقلق المصريين حين حذرهم من أن " غرق الصندل المحمل بمركب الفوسفات بمحافظة قنا سيترتب عليه آثار ضارة صحيًّا على الثروة السمكية والزراعية والإنسان، ولكن المتضرر في المقام الأول سيكون الأسماك التي تتواجد داخل المياه التي وقعت بها حادثة غرق الصندل، بالإضافة إلى الحيوانات التي ترتوي من تلك المياه، وسيأتي الضرر على الإنسان عن طريق مياه الشرب، وذلك إذا لم يتم معالجتها بشكل جيد أو بطريقة صحيحة" و لم يذكر لنا وزير البيئة أو الصحة أو الري عما إذا كانت هناك إجراءات قد تم إتباعها لمعالجة المياه ، أم أن الأمر سيقتصر على تحليل المياه و العبث بعقول و صحة المصريين بعيدا عن الشفافية في معالجة الأزمة.
وزير الطيران و الحمار تداولت وسائل الإعلام لقطات طريفة ظهر فيها "حمار " متجولا بكل أريحية في منطقة الجراجات خارج مبني الركاب رقم 1، قادما من شارع العروبة مستغلا وجود "ثغرة أمنية" سمحت بدخوله. و بغض النظر عن ذكاء هذا الحمار الذي استغل وجود " ثغرة أمنية بشرية " أولا ، و فر بجلده هاربا من مصر ثانيا ، فقد طالب حسام كمال وزير الطيران المدني، بإجراء تحقيق عاجل في "واقعة الحمار" ، فور ورود أنباء عنها، لبحث ملابسات الواقعة وتفريغ كاميرات المراقبة، وإجراء مسح للمناطق الصحراوية المتاخمة للمطار والتي من الممكن أن تسلكها الحيوانات لتصل إلى حرم المطار. و السؤال هنا لوزير الطيران ، هل كنت تعلم بموجود منطقة صحراوية متاخمة للمطار سلكها حمار بمنتهى الثقة عابرا منها إلى المطار بدون أن يستوقفه أحد ؟؟؟ و كم مرة زرت المطار و تابعت بنفسك الإجراءات الأمنية التي سمحت الآن بعبور حمار و ستسمح بها هو أعقل و أذكى للعبور فيما بعد !!
وزيرة التضامن الاجتماعي و الباليه ! قالت الدكتورة غادة والى : "إن الجنة مكان هيكون فيه مزيكا وباليه" نعم ، ذاك كان تصريح وزيرة التضامن الاجتماعي التي لم تقل لنا ما إذا كان فقراء المعاشات و الجمعيات الأهلية هم من سيرقصون الباليه في الجنة أو سيكتفون بشرف " لم نقطة الحضور " ، فيما يقوم أصحاب النفوذ و السطو بالرقص على الحبال أيضا ! وفي النهاية ، لا يسعنا إلا الاندهاش لأن الوزراء قد سهي عليهم ما عدا وزير الأوقاف ( حاضر الذهن )، أن يستخدموا الشماعة المفضلة لديهم و يصرحوا لوسائل الإعلام أن : سائق القطار و الحمار إخوان !