أسدل مجلس الشعب أمس الستار بشكل نهائي على ملف الأزمة بين النائبين طلعت السادات والمهندس أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة، والتي كانت قد تفجرت إثر تبادلهما الاتهامات خلال جلسة البرلمان المنعقدة يوم 30 مايو الماضي. أوضح تقرير مكتب هيئة المجلس الذي تلاه الدكتور أحمد فتحي سرور أن شهود الإثبات في واقعة اتهام السادات برفع حذائه في وجه عز نفوا التهم المنسوب له بما فيهم الأخير، مؤكدين أنهم لم يشاهدوا النائب وهو يرفع حذاءه أو يخلعه، وأنه فقط انحنى محاولاً خلع حذاءه قبل أن يمنعه زملاؤه، وقال إن هذه الواقعة نفاها شاهدا النفي ولم يشاهدها رئيس المجلس. في المقابل، أكد الدكتور سرور أنه ثبت لهيئة المكتب عدم صحة اتهام عز بالتربح غير المشروع، وأن أعماله جاءت مطابقة للدستور والقانون ولائحة البرلمان، لكنه لم يثبت في ذات الوقت وجود سوء نية لدى السادات في إثارة هذا الموضوع. وأوضح رئيس المجلس أنه مما خفف من حدة الأزمة تأكيد السادات أنه كان يمارس حقه في استيضاح الحقيقة ، وأنه قد ارتاح ضميره بعد استجلائها ومعرفة سلامة موقف عز بشأن صفقة البورصة وتخصيص أراضي بمنطقة خليج السويس . في سياق متصل، كشفت مصادر سياسية مطلعة أن رئاسة الجمهورية أبلغت الدكتور سرور استياءها من الأسلوب الذي تمت به معالجة الأزمة، واتهمته بالليونة في مواجهة السادات واختلاق الأعذار له حتى قبل أن تبدأ التحقيقات ، وذلك عبر نفيه واقعة رفعه الحذاء في وجه أحمد عز. وأوضحت المصادر أن القيادة السياسية كانت تتطلع إلى اتخاذ موقف حاسم من سرور تجاه السادات الذي وجه انتقادات لاذعة للنظام ولمبارك في الفترة الأخيرة أثارت غضب النظام من خلال استغلال الأزمة لمعاقبته وإحالته إلى لجنة القيم ، والتي تتراوح صلاحيتها بين توجيه اللوم وشطب العضوية. وأكدت المصادر أن الرئاسة كانت ترغب في تبني الدكتور سرور موقفًا متشددًا تجاه السادات، يستهدف التخلص منه بشكل قانوني عبر استغلال مذكرة تقدم بها مائتا عضو تفيد قيامه برفع الحذاء في وجه عز ، للتخلص منه من دون أن تظهر أي بصمات للنظام في هذه القضية ، وعلى نحو لا يثير أية اعتراضات دولية تضاف إلى الأزمات التي يواجهها مع القضاة والصحفيين، فضلاً عن أزمة الدكتور أيمن نور زعيم حزب "الغد". ونفت ما تردد من شائعات عن أن تكون الدورة البرلمانية الحالية هي الأخيرة لسرور في رئاسة المجلس، مؤكدة أن ما جرى لم يتعد توجيه اللوم له، ولا يعكس وجود أية نوايا للتخلص منه. على صعيد متصل، كشفت مصادر عن توجيه مؤسسة الرئاسة اللوم لأحمد عز على حالة التوتر التي بدت عليه خلال تلك الأزمة بشكل أحرج النظام وأظهره ضعيفًا في مواجهة السادات، فضلاً عن أنها ساهمت في تشويه نسبي لصورة جمال مبارك الذي يعد عز أحد أهم أصدقائه.