مما لا شك فيه ان انتشار ظاهرة ادعاء النبوة والالوهية وانكار سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم في العصر الحديث يرجع إلي مساهمة اليهود والصهاينة في دعمها حيث ترعرعت الفرق الضالة الخارجة عن الإسلام في احضان الاستعمار المعادي للإسلام.. فطائفة القاديانية وجماعة القرآنيين ظهرتا في ظل الاستعمار الانجليزي للهند والبابية ثم البهائية نشأتا في ظل الاستعمار الروسي لإيران مستغلة الانحرافات والخرافات التي سادت الوسط الشيعي وهيأت النفسية الفارسية والشيعية لتقبل الافكار الغربية والمنحرفة والشاذة.. وأعلنت هذه الفرق انفصالها عن الإسلام نهائيا وزعموا وجود أنبياء لهم وكتب نزلت عليهم من عند الله ليتبعوها ولا يتبعوا القرآن الكريم وجعلوا لهم مراسم وأعياد خاصة بهم. استجابة لرغبة العديد من القراء الاعزاء اتحدث اليوم عن طائفة القاديانية التي تعتنق الكثير والكثير من الأفكار المنحرفة والشاذة الخارجة عن الإسلام. طائفة القاديانية نشأت مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلادي ببلاد الهند ولعب الاستعمار الانجليزي دورا مهما في نشأة تلك الطائفة المنحرفة لتفريق صفوف المسلمين بهدف اضعاف شوكتهم عن طريق بث النزاع بينهم. القاديانية ظهرت علي يد ميرزا غلام أحمد ولد سنة 1252 ه في منطقة قاديان بالهند وقرأ القرآن وبعض الكتب الفارسية وتعلم اللغة العربية ثم النحو والمنطق والفلسفة وكتب كتبا في الطب وعمل في ادارة المندوب السامي البريطاني ثم استقال بعد 4 سنوات للعمل في ادارة أعمال والده وكان عمره 21 سنة. وميرزا اغلام أحمد جنده الاستعمار الانجليزي لبذر الخلاف بين أهل الهند والمسلمين لتحقيق اهدافهم واغراضهم وهي تفرقة المسلمين الذين كانوا يمثلون قلقا وازعاجا للانجليز بل يمثلون خطورة علي سلطتهم وبقائهم بالهند. زعم غلام أحمد في عام 1876م نزول الوحي عليه وان اباه سوف يموت بعد الغروب وأخذ بعدها يصرخ بأن الوحي ينزل عليه ثم وزع منشورا أعلن فيه انه المسيح المنتظر بعدها انتقل إلي دلهي للدعوة إلي نحلته ونظرا لخطورة هذا الرجل وقف علماء المسلمين له بالمرصاد وصاروا يفندون آراءه وينشرون المقالات ضده التي تؤكد كفره وفسوقه عن الإسلام وعندما اشتد علماء الإسلام في معارضته قرر عام 1897 التخلص منهم ولجأ إلي حاكم الهند وطلب منه وضع قانون يصوغ لاصحاب كل دين اظهار حقائق دينهم ويحميهم من تعرض غيرهم لهم باعتبار انه نبي وصاحب رسالة!! واستمر غلام احمد في ضلالاته وانحرافاته وفي عام 1898 وضع قانونا لاتباعه بألا يزوجوا بناتهم لمن لم يكن مصدقا بنبوته ثم أسس مدرسة لتعليم أبناء نحلته دعوته في قاديان ثم انشأ مسجد بها وفي عام 1900 القي غلام أحمد علي اعوانه خطبة اطلق عليها ¢الخطبة الالهامية¢ وتشمل علي ضلالات يعتبرونها معجزات وفي عام 1905 زعم انه أوحي إليه ان آجله اقترب وكتب كتابا يعرف بالوصاية طلب فيه من اعوانه أن يكتبوا علي قبره ¢ميزر اغلام أحمد موعود.. بمعني الموعود بالجنة¢ ولكن أجله امتد بعد ذلك ثلاث سنوات حيث مات عام 1908م. ومن مزاعم غلام أحمد التي كان يرددها لاعوانه: كان عيسي علما لبني إسرائيل وأنا علمم لكم ايها المفرطون.. وقال: ان المسيح يعني غلام أحمد كان مرسلا من الله تعالي رسول الله تعالي جسارة عظيمة.. تؤدي إلي الحرمان من الإيمان¢!! وادعي ميرزا غلام أحمد ان الله سبحانه وتعالي خاطبه حيث قال: ¢اني خلقتك من جوهر وانك وعيسي من جوهر واحد¢ وقال في كتابه ¢أحمد رسول العالم الموعود¢ الذي اصدره باللغة الانجليزية.. فالواقع ان الله القدير قد ابلغني ان مسيح السلالة الإسلامية أعظم من مسيح السلالة الموسوية¢ قال أيضا: وان تعدوا دلائل صدقي لا تحصوها!! وهناك دلائل كثيرة تؤكد ان الاستعمار الانجليزي وراء تجنيد ميرزا غلام احمد منها ما جاء علي لسانه وهو يخاطب اعوانه عندما قال ¢فاذكروا دائما ان الحكومة الانجليزية هي رحمة وبركة لكم.. فهي الدرع التي تقيكم.. ان الانجليز خير ألف مرة من المسلمين الذين هم اعداؤكم.. ثم قال.. اتركوا ذكر ابن مريم فإن غلام أحمد خير منه¢. عقب وفاة ميرزا غلام احمد عام 1908 تولي نجله نور الدين قيادة الطائفة بدلا منه واستمر في ضلالات ابيه وصار علي مذهبه غير انه في آخر حياته بدأ شيء من الخلاف يدب بين اعوانه وعندما مات تولي شقيقه محمود بدلا منه الا ان القاديانية انقسمت في عهده إلي مجموعتين.. الأولي شعبة قاديان برئاسة محمود بن غلام أحمد والثانية شعبة لاهور وتولي رئاستها شخص يدعي علي محمد علي الذي ترجم القرآن الكريم إلي الانجليزية.. وشعبة قاديان أساس عقيدتها ان غلام أحمد نبي مرسل من عند الله.. أما شعبة لاهور فظاهر مذهبها انها لا أتثبت النبوة لغلام أحمد وان كتبه مملوءة بادعاء النبوة.. وانكرت شعبة لاهور في كتبهم أن يكون المسيح عليه السلام ولد من غير أب وادعي زعيمهم ان عيسي عليه السلام ابن يوسف النجار ثم قام بتحريف بعض الآيات القرآنية لتوافق عقيدته. والقاديانية لم تقتصر علي الهند فقط بل قام مبرزا غلام أحمد قبل وفاته بنشر أكاذيبه في العديد من الدول العربية والإسلامية ومن بينها مصر وسوريا والأردن وفلسطين والعراق. [email protected]