دخل صديقي مكتبي فجأة ممازحاً: «بارك لأصدقائك الفلسطينيين، فقد نجحت صفقة جلعاد شاليط مقابل 1027 فلسطينياً اسيراً». فتركت القلم من يدي وقلت له: «آه.. عقبالنا». ويبدو أن الاجابة كانت غامضة.. ومربكة، فبدت عليه علامات الدهشة وظنني لم أفهم ما قال وبادر: يا أستاذ بقولك..، وقبل أن يكمل قاطعته صارخاً: «يا أخي والله فهمت ما تريد.. وجوابي عقبالنا برضه». يا سيدي لقد حصد اخواننا الفلسطينيون ثمار نجاح ثورة يناير، ولم نحصد نحن شيئاً، ولا شك أن جهاز المخابرات العامة المحترم برئاسة اللواء مراد موافي، قد حقق نجاحاً مرموقاً بتمكنه من اتمام الصفقة، وأدخل الفرحة على قلوب 1027 أسرة فلسطينية شقيقة تكفينا دعواتها لمصر وشعبها. وجاء نجاح مصر في اتمام الصفقة ليؤكد عودة نفوذ جهاز المخابرات المصري، وتمتعه بالمصداقية والاحترام لدى الطرفين.. حماس واسرائيل، الأمر الذي دعا صحفاً دولية تتمتع بتأثير عالمي قوي مثل «الاندبندنت» و«الجارديان» البريطانيتين بوصف نجاح اتمام صفقة «شاليط» بأنه ضربة للمشككين في استعادة «مصر الجديدة» لمكانتها الاقليمية والعالمية، وقدرتها على التدخل القوي لحل المشاكل الاقليمية بعد فترة طويلة من التراجع الذي شهدته المحروسة خلال العهد البائد للرئيس المتخلي. ومن وجهة نظري المتواضعة فإن جزءاً آخر شديد الأهمية لم يركز عليه احد، وهو أن اسرائيل اضطرت اخيراً للاعتذار «رسمياً» الى مصر عن استشهاد الجنود المصريين في سيناء، والذي جاء مواكباً لنجاح الصفقة. واذكّر القارئ العزيز بأن صوتي بح طوال الأسابيع الماضية وانا أقول ان اسرائيل لم تعتذر لمصر عقب الجريمة التي ارتكبتها، وانما فقط.. «أعربت عن أسفها لما حدث»، والفارق كبير، فيطلع علينا معالي الوزير اسامة هيكل شخصياً ومباشرة، وايضاً عبر قنواته ليقول «إسرائيل تعتذر لمصر»،.. وربما كان الوزير مطلعا على الغيب، او ان تلفزيونه قارئ للمستقبل، فالآن فقط اعتذرت اسرائيل، ولم تعتذر ابداً من قبل يا سادة. فأنطق الله صديقي، وفك عقدة لسانه قائلاً: طيب ما هو مصر كمان كسبت أهه.. أمال ايه هو اللي عقبالنا؟. فأجبته: «عقبالنا».. لما جهاز مخابراتنا المحترم ينفض عن اكتافه غبار وآثار «موافي» القديم سيئ السمعة الشهير ب غير الشريف محترف التصوير الجنسي، ويتبرأ من أفعاله الحقيرة. .. و«عقبالنا» لما الجهاز المحترم يكشف عن الأعمال القذرة التي قام بها «اللاشريف» وأعوانه الذين يتكشفون بالصدفة يوماً بعد يوم وآخرهم «أبو طويلة» بتاع ديوان الرئيس «المخسوء» الذي لم نكن نعرف أنه أحد زبانيته حتى قبل أيام قليلة. .. و«عقبالنا» لما الجهاز الذي هو بحق الدرع الواقي للبلاد، يكشف عن كل ملفات الفساد التي بحوزته وأطنان مخالفات الفاسدين التي يعرفها، ويقدمها لجهات التحقيق، ذلك لأنني أعلم أن القائمين عليه حالياً من أفضل وأطهر واشرف جنود مصر، ولم يكن يرضيهم ابداً حجم «الفساد» أيام المخلوع.. وزبانيته وحمى الله مصر وشعبها من كل مكروه. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 عقبال ما يفرح ولادنا بالزفة مصريهْ تحضن أسيرنا حدودنا وترجعه هديّهْ مبروك يا ورد الشقايق يا نور فلسطيني وبحق دين الحقايق أنا فرحتي جايّه ٭٭٭ مطلوب يا صاحب قرارنا تفرحوا دارنا ونشوف بعينّا مصيرنا من بعد ما ثُرنا تلاتين سنة عميان على ذمة المخلوع من يوم ما خان الميدان وخبّى دفترنا مختار عيسى (يوميات يناير)