عصام الحضرى هو الأفضل ولاشك بين حراس المرمى الذين أنجبتهم الملاعب المصرية, وهذا لا يقلل أبدا من قيمة ومكانة سائر الحراس الذين جلسوا وتربعوا على عرش حراسة المرمى فى المنتخبات, والأرقام هى التى تتحدث دائما لأنها الترمومتر الذى لا يقبل الجدل, الحضرى حقق لمصر أربع بطولات كأس أمم أفريقية وحاز على لقب أحسن حارس أفريقى عدة مرات, وجمع عددا من البطولات المحلية يتمناه, بل يحلم به أى لاعب, لعب لأكبر أندية مصر الأهلى والزمالك والإسماعيلى واحترف فى سيون السويسرى والمريخ السوداني, لكن يبدو أن لعنة الأهلى وجماهيره ظلت تطارده فلم يهدأ بالا منذ رحيله.. ثم تنقله من هنا إلى هناك حتى عاد إلى القاهرة الآن بعد خلافات وصلت إلى طريق مسدود مع المريخ السوداني. .. التقيت بالحضرى الذى وجدته مصرا على عدم العودة إلى الخرطوم رغم علاقاته القوية التى صنعها هناك مع الأشقاء, لكنه يقول إن العلاقات والصداقة شيء, والعمل شيء آخر. الحضرى طلب فسخ تعاقده رسميا مع المريخ, وتحرك بسرعة البرق ووكل محاميا عالميا لإنهاء الإجراءات اللازمة مع الفيفا.. ومعه كل الحق.. لأنه لم يحصل على مستحقاته المالية التى تأخرت عدة أشهر, والحارس كما يقول.. موظف يعمل بأجر, ولابد أن يحصل على مستحقاته طبقا للعقود والاتفاقات الموثقة وطبقا للوائح الفيفا, لكنه فشل فى الحصول عليها, والوعود الخداعة لم تعد تنفع معه.. لذلك عاد إلى القاهرة وأصر على فك الارتباط رسميا ومعه كل الحق مستندا للوائح الفيفا. الحضرى الذى وصل إلى الثامنة والثلاثين كانت كلها مساحة مليئة بالبطولات والألقاب والشهرة والأضواء.. يصر على استكمال المشوار, يتحدى نفسه فى التدريب اليومى الآن وأمامه عروض كثيرة يبحثها ويفكر فيها.. انتظارا لقرار الفيفا بإنهاء عقده مع المريخ الذى أكله لحما.. وتركه بلا سداد الحقوق. ما أفكر فيه الآن.. أن برادلى يبحث فى الدورى عن لاعبين, فكيف سيشاهد الحضرى أو يتعرف عليه؟, وكيف سيضمه للمنتخب بدون لعب؟ ليت الجهاز الفنى للمنتخب يفتح خطوط اتصال مع الحضرى المتواجد فى القاهرة, حتى لو يشرف على تدريبه من الآن.. لأنه ثروة قومية.. يصعب تعويضها!!