عصام الدين كمال توفيق الحضري.. هذا الاسم الذى طالما ارتبط بالإنجازات سواء عندما كان يلعب مع الأهلى لمدة 12 عاما، حصد خلالها أكثر من 22 لقبا، ما بين (دورى وكأس وإفريقيا)، أو مع المنتخب الوطنى الفائز معه ب 4 بطولات للأمم الإفريقية وهو رقم قياسى لا يعادله فيه إلا الصقر المصرى وعميد لاعبى العالم أحمد حسن.وكذلك ارتبط منذ 2008 عقب هروبه لسيون السويسرى، بالمشكلات الإدارية (لأن الجانب الفنى لا خلاف عليه فهو بالفعل أفضل حارس إفريقي حاليا)، مع الفرق التى تناوب على الانتقال إليها، بداية من سيون ثم الإسماعيلى فالزمالك، وأخيرا المريخ السودانى. الحضرى الذى ظل حارسا أساسيا للأهلى ل 12 عاما متصلة (1996–2008)، بعد أن استقرت به الحال فى المريخ السودانى وأكد أنه سيكون بوابته الأخيرة فى عالم كرة القدم -بعدما تأكد من استحالة عودته للقلعة الحمراء رغم تصفية الأجواء أخيرا بينهما بعد استرداد الأهلى حقوقه من سيون واللاعب-، يريد الآن العودة لمصر ليختم حياته بها ويفاضل بين مصر المقاصة صاحب الخزائن المفتوحة (على البحرى) وهو ما يجعل اللاعب يزداد تعلقا بالتعاقد معه، وكذلك الزمالك الذى أصبح يقوده (الأب الروحى ) للحضرى والرجل الذى أعطاه الفرصة ليصبح أحد أبرز الحراس الأفارقة عبر التاريخ. آخر الأنباء التى جاءت من الحضرى نفسه عبر موقعه الرسمى على شبكة الإنترنت، أشارت إلى أنه ينتظر المفاوضات النهائية مع المريخ الذى أخذ وعدا من مسئوليه بالموافقة على بيعه فى حالة جاء عرض مناسب يلبى طموحات الفريق، خاصة بعد الجلسة التى عقدت الخميس بينه وبين رئيس النادى جمال الوالى وكذلك عادل أبوجريشة، عضو مجلس الإدارة، والتى أكدا فيها أنهما ليس ضد الحضرى وبيعه لكن الأمور يجب أن تأخذ الطريق الصحيح، كما أن الحارس الدولى المصرى أكد لهما صعوبة استمراره فى السودان لظروفه الأسرية الخاصة. وكذلك لأن إدارة المريخ تريد البعد عن مشكلات الحضرى والفريق مقبل على تحديات كبيرة فى الدورى السودانى الذى يحتله منفردا، وآخر تلك المشكلات عودة الحضرى من الخرطوم وتركه الفريق قبل يوم من مباراة واحدة فى الدورى السودانى، مذكرا المدير الفنى للمريخ حسام البدرى بما فعله مع الأهلى إبان تولى البدرى منصب المدرب العام والقائم بأعمال مدير الكرة بالنادى الأهلى، وقت هروب الحضرى من الأهلى فى فبراير 2008., قبل أن يعود الإثنين الماضى للسودان تلبية لاتصال البدرى به لإصابة الحارس الأساسى للمريخ. فهل ينتهى المسلسل الجديد للحضرى بانتقاله للنادى رقم 5 بعد الأهلى الذى يذهب له؟ أم أن الحكاية لن تنتهى عند هذا الحد وسيظل الحضرى يبحث عن ظله الذى فقده فى الأهلى؟.. ونتمنى مع قدوم شهر رمضان المبارك أن يضع الحضرى حدا لمسلسلاته مع الأندية المختلف ليستقر فى أحدها بداية من رمضان المقبل.. خاصة أن وفدا من مصر المقاصة سيصل السودان فى خلال ساعات للتفاوض على شراء عقد الحارس من المريخ. الحضرى الذى ظل يحاول ويستميت للعودة لأحضان القلعة الحمراء بشتى الطرق، لدرجة وصلت إلى بكائه على الهواء مباشرة فى برنامج (حصاد الأسبوع) الذى يقدمه الإعلامى مدحت شلبى فى الخميس من كل أسبوع وذلك فى صيف 2010، واصطدم بالمبادئ الأهلاوية التى تحرم عودة لاعب هرب من ناديه عنوة بل وبادله القضايا والشكاوى فى الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، لم يستطع إيجاد الراحة التى كان ينعم بها فى الأهلى، فمر بقطبى الكرة الآخرين فى مصر (الإسماعيلى والزمالك) لكنه لم يجد الراحة فيهما لأنه ما زال متعلقا بالأهلى وجماهيره التى كانت تطلق عليه لقب (السد العالى) وتناديه النداء الأشهر فى مصر حتى الآن وهو (ارقص يا حضرى). ولد عصام الحضرى فى 15 يناير عام 1973، بمدينة كفر البطيخ، بدأ مشواره الكروي من خلال نادي دمياط المشارك في دوري الدرجة الثانية في مصر، وكان سببا رئيسيا لصعود ناديه إلى الدورى الممتاز. انتقل عصام الحضري رسميا لصفوف النادي الأهلي لكرة القدم صيف 1996 ليكون الحارس الاحتياطي بعد الحارس الأسطورى فى ذلك الوقت أحمد شوبير، والحارس الدولى المصرى، الأبرز، في ذلك الوقت أيضا.. ولكن ذلك لم يمنعه من الاجتهاد ومواصلة التدريب والجد لاستغلال أول فرصة، بعد أقل من سنة واحدة إثر إصابة تعرض لها شوبير فى نهاية الدور الأول لموسم 1996/1997، أمام المريخ البورسعيدى، ومن ساعتها أصبح الحضرى حارسا أساسيا للأهلى، وبعد ذلك، واصل الحضري كسب الثقة والمكانة مع ناديه. وبعد 12 موسما متتاليا للحضرى مع الأهلى قرر الهروب من الفريق وانضم لنادي سيون السويسري عقب حصوله على بطاقة لعب مؤقتة من الفيفا عقب سفره لسويسرا لبدء مشواره الاحترافى دون موافقة النادى الأهلى الأمر الذي اثار انقسام شديد بين جماهير النادى العريق الذي غضب مجموعة منه لقرار الحضرى في حين التمس البعض له العذر لوصول الحضرى إلى سن الخامسة والثلاثين دون أن يخوض تجربة الاحتراف التي هو أهلُ لها بمستواه العالمى. وزُعم وقتها أن البرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى للأهلى حاليا ووقتها أيضا، كان الحافز الأساسي لرحيل الحضرى لتعنته معه طوال ثلاث سنوات سلبه فيها حقه المعنوى المتمثل في شارة كابتن الفريق بالإضافة إلى عصبية جوزيه الشديدة وقراراته القاسية ضده والتي طالب الحضرى بسببها الرحيل أكثر من مرة عن القلعة الحمراء منذ عام 2005 وألح في طلب الرحيل منذ هذا التاريخ. كان الأهلى قد رفض مناقشة العرض السويسرى المقدم من نادى سيون بسبب ضعف المبلغ 400,000 دولار بالإضافة إلى نسبة 50% يحصل عليها النادى الأهلى في حال بيع عصام الحضرى إلى ناد أوروبى آخر. إلا أن الحضرى لجأ إلى المادة 17 من لوائح الفيفا التي تتيح للاعب الذي تجاوز عمره الثامنة والعشرين ان يفسخ عقده من طرف واحد بشرط استيفائه مدة الحماية القانونية والمقدرة بعامين من تعاقده مع ناديه بشرط إبلاغه كتابيا برغبته في فسخ العقد قبل 15 يوما من تاريخ انتهاء الموسم الكروى. جدير بالذكر أن الفيفا قام بفرض عقوبة علي الحضري قيماتها 900 ألف يورو والإيقاف لمدة 4 شهور من أغسطس 2010 ومنع سيون من قيد أي لاعب جديد لفترتين قيد متتالين نظرا للأضرار التي تسببا فيها للنادي الأهلي ورحيل اللاعب في منتصف الموسم الكروي وبدون إذن ناديه. ثم انضم الحضرى إلى النادى الإسماعيلى وهوأما أغضب جماهير الأهلى منه كثيرا بسبب التنافس التاريخى بين الفريقين، لكن مسئولى الدراويش نجحوا في ضم الحارس العملاق من نادى سيون السويسرى بمبلغ 600 ألف يورو وشارك الحارس الدولي مع ناديه الجديد ، في موسم 2009\2010 ولم يحقق الحضرى أى نجاح يذكر فى هذ الموسم.. بل إنه كان سببا رئيسيا فى خروج الإسماعيلى من كأس مصر فى هذا الموسم بعد أن تسبب فى هدف قاتل فى آخر دقائق لقاء حرس الحدود والدراويش فى نصف نهائى الكأس، لمصلحة الحدود بعد أن سقطت الكرة بسهولة من بين يديه فى المرمى، وهذا ما أكد أنه لم يكن بكامل تركيزه مع الإسماعيلى بسبب المستحقات المالية المتأخرة وخلافه. بعد نهاية موسم 2009/2010، فضل مسئولو الدراويش بيع الحضرى للزمالك لإنهاء مشكلاته المستمرة من ناحية ومن ناحية أخرى للتغلب على العائق المادى الذى دائما يواجهه الفريق كل موسم، لكنه لم يستمر سوى أشهر قليلة جدا مع الزمالك بسبب خلافاته مع التوأم حسن الذى كان يقود الزمالك وقتها، وكذلك بسبب تفعيل قرار إيقافه ل4 أشهر على خلفية قضيته التى كانت منظورة أمام الفيفا والتى استأنف حكمها القاضى بغرامة 900 ألف يورو، فقررت إدارة النادى بيعه وقد كان وذهب إلى المريخ السودانى الذى وقف مسئولوه بجانبه وسددوا الغرامة وتصالحوا مع النادى الأهلى. لكن الحضرى أبى إلا أن يكمل هوايته، فقرر الرحيل من المريخ وأبدى استعداده للعب فى مصر المقاصة الذى يقوده المدرب الواعد طارق يحيي. أما على مستوى المنتخب، فقد بدأ اللعب دوليا فى 1997 أمام ليبيريا في 6 أبريل ولها ذكرى غير سعيدة له حيث أحرز جورج ويا نجم إفريقيا الأول وقتها وأحسن لاعب فى أوروبا أيضا والمحترف فى إيه سي ميلان الإيطال، هدفا فى شباك الحضر فاز به الليبيريون بالمباراة مما ترتب عليهى خروج مصر من تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 1998، بفرنسا، ويعتبر الحضرى سابع لاعب مصري يتم 100 مبارة مع المنتخب. تربع الحضرى فى الفترة من 2005 إلى 2008 على قلوب الجماهير المصرية عامة والأهلاوية خاصة بعد بلائه الحسن مع المنتخب فى ثلاث بطولات (اثنتين إفريقيتين وواحدة عربية) والفوز بها جميعا، غير أن شعبيته قد تراجعت منذ انتقاله المثير للجدل إلى صفوف سيون السويسري العام الماضى، عندما حاول الحضري والنادي السويسري استخدام القانون لإتمام الصفقة ضد رغبة الأهلي. يعتبر الحضري أفضل حراس المرمى في تاريخ مصر وحصل على لقب أفضل حارس مرمى في ثلاث بطولات امم أفريقيا كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2006 وكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2008 وكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2010.