اتهمت قوات المعارضة بدولة جنوب السودان، اليوم الثلاثاء، حكومة جوبا بشن سلسلة من الهجمات على أقلية " شلك" العرقية، وجماعات أخرى في مدينة "ملكال" عاصمة ولاية "أعالي النيل" (شمال شرق)، ومناطق أخرى بالولاية، وهو ما نفاه مسؤول عسكري حكومي. وفى مؤتمر صحفى، عقده اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قال جيمس لوني ثيتشوت، المتحدث باسم قوات ريك مشار، النائب السابق لرئيس جنوب السودان: "تضاءلت أعداد سكان شلك (في ملكال) تماما". وبحسب "ثيتشوت" فإن الهجمات (على أقلية شلك) بدأت بمقتل قائد جيش للحكومة في كمين بالمنطقة، حيث وصلت القوات الحكومية وارتكبت جرائم "اغتصاب، وعمليات قتل خارج نطاق القضاء". وأضاف: "نطالب الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا، (إيغاد) والمجتمع الدولي لمساعدتنا". وفي المقابل، نفى اللواء جونسون أولونغ قائد منطقة "واو شلك" التابعة للجيش الحكومي، غربي "أعالي النيل"، في بيان تلقت الأناضول نسخة منه صحة تلك المعلومات حول خطة الحكومة للقضاء على قبيلة "الشلك". وقال "أولونج": "أريد أن أحذر أعداء السلام والمتمردين الذين يقودهم مشار بأنني لست بالشخص القبلي الذي يمكن أن ينقاد وراء خدمة أجندة قبيلة بعينها، أنا امارس مهامي القومية بصفتي ضابط في الجيش الحكومي، وأسهر علي حماية ولاية أعالي النيل". واتهم الفريق "أولونج" قوات مشار ب"استهداف أبناء قبيلة الشلك منذ اندلاع الحرب في أعالي النيل في ديسمبر 2013". وأضاف: "أعداد أبناء الشلك الذين قتلهم مشار تفوق الذين قضوا علي أيدي الحكومات السودانية التي تعاقبت علي السلطة في الخرطوم (يقصد فترة اندلاع الحرب بين السودان وجنوب السودان بين عامي 1983-2005، عندما تم التوقيع على اتفاق سلام بين حكومة الخرطوم، والحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة حاليا في جنوب السودان". وفي ختام بيانه، أشار المسؤول العسكري إلى أنه "التقى لجنة التحقيق التي كونتها القيادة العامة للجيش الشعبي للتحقيق في مقتل نائبه علي يدي شباب مسلحين من قبيلة الدينكا علي مشارف منطقة أكوكا (شرقي مدينة ملكال عاصمة الولاية)". وأوضح أنه "أدلى بإفاداته للجنة حول بداية المشكلة التي انتهت بمقتل نائبه في الأول من إبريل الجاري، كما ستلتقي اللجنة أيضا بقيادات من شباب قبيلة الشلك، إلى جانب ممثلين من قبيلة الدنكا لمعرفة ملابسات الحادث". وكان اللواء جونسون أولينغ، وهو متمرد سابق، قد أعلن انضمامه للحكومة عام 2012، بعد أن كان قائد مليشيا محلية هدفها استعادة أراضي قبيلة "الشلك"، التي تم نهبها من قبل قبيلة الدنكا بحسب زعمه، وبعد انضمامه تم تعيينه قائدا لمنطقة "واو شلك"، تحت قيادة الفرقة الأولي للجيش بأعالي النيل. وفي الخامس من مارس الماضي، تأجلت المفاوضات بين طرفي الصراع في جنوب السودان، التي ترعاها "إيغاد"، إلى أجل غير مسمى، جراء عدم الوصول إلى اتفاق بعد انتهاء مهلة "إيغاد". ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين للنائب السابق للرئيس ريك مشار، بعد اتهام الرئيس سلفاكير ميارديت له بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه الأخير.