منذ أن نشأنا ونحن نتابع الإعلام المصري بمختلف وسائله وقنواته المقروءة والمسموعة والمرئية، بل أن القنوات الخليجية الرسمية لم تخلو يوماً من الإعلاميين المصريين المميزين الذين تم الإستعانة بخبراتهم الواسعة فأثروا الإعلام والمتلقي الخليجي بالشيء الكثير ولا زالوا. كان الإعلام المصري يتمتع بثقل كبير ورزانة عالية وإحترافية مهنية موثوقة ودقيقة، فلا نكاد نسمع ونرى منه إلا المعلومة الدقيقة المفيدة والنقد المهذب البناء والذي يهدف في النهاية إلى الإصلاح ومعالجة المشاكل. ولكن بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك تبدل حال الإعلام المصري تبدلاً كبيراً ولكن للأسوأ وليس للأفضل للأسف. فخرج لنا ثلة من الإعلاميين المتقلبي المزاج والمباديء والآراء بتقلب الحالة السياسية تحديداً في مصر وخارج مصر فأعتمد هؤلاء على مساحة الحرية المعطاة لهم وفق حملة أتفقوا عليها أو أمروا بها ففجروا في خصومتهم لكل من لا يجاري هواهم العفن حتى تدخلوا في الشؤون الخاصة والشؤون العائلية وحتى في غرف النوم لكل خصم مستهدف لديهم، وكذبوا وأفتروا بلا دليل أو بينة بلا محاسبة أو مساءلة من أحد لأنه (من أمن العقوبة أساء الأدب). لم يكتفوا بانتقاد خصومهم فقط، بل بلغ بهم الحال إلى أن إجتروا تاريخ آبائهم وأجدادهم وشيوخهم ومعلميهم فاتهموهم بأبشع الأوصاف وحملوهم مسؤولية كل ما يحدث الآن زوراً وبهتانا. الأخطر في كل هذه الحملة الخبيثة هو التهجم والكذب على علماء الأمة والصحابة الكرام، بل لم يسلم منهم خير البشر عليه أفضل الصلاة والسلام، فسخروا وكذبوا بأحاديثه وسنته وانتقدوا القرآن الكريم وطالبوا بحذف سور وآيات كثيرة بحجة تنقيته وتهذيبه من الإرهاب والتطرف!!! بعضهم تحمله الإنتمائات الحزبية والمذهبية وإرتباطه بدول معادية تدفعه لخيانة دينه ووطنه، فلا يريد لمصر ولا لشعبها أي أستقرار وخير. فتجده يثيرالفتن بين الطوائف والديانات والمذاهب وينشر الشبهات ليشعل الأرض تحت الجميع وقد أثبتت الأيام إرتباط بعضهم وتورطه وتنفيذه لأجندات تخريبية. ليس شرطاً أن يكون الإرهاب بالقنابل والرشاشات، فهذا نتيجة حتمية لإرهاب الكلمة والرأي الذي يتقنه هؤلاء الإعلاميون المتطرفون بحق. فإن كنا نبحث عمن يستحق لقب "متطرف" فلا أحد أحق منهم بهذا اللقب وقديماً قيل "حد اللسان أمضى من حد السنان". الدور المطلوب من بلد بحجم مصر بكل مؤسساته كبير جداً جداً ولا يجب أن يحجم كما تفعل هذه الشرذمة الإعلامية الهادمة. فلن تجني مصر من حملات التشويه والتجريح لدول الخليج ولتركيا ولرؤسائها ومسؤوليها إلا عمقاً في الخلاف وعزلاًعن محيطها الإقليمي والعقدي الذي لا خيار لها إلا أن تتصالح وتنسجم معه، ولا أبالغ أن أقول أنه يجب عليها ذلك إن كان حقاً أو باطلاً. ثقل مصر ومكانتها وحكمتها وتاريخها وخبرتها وأهميتها يجب أنلايكون بأيدي هؤلاء ليعبثوا به بألسنتهم التي لا تعرف إلا الشتم والسباب والتخوين ولا تعرف الحديث بلغة الإصلاح والتسامح والتقريب وطرح حلول وعلاج للمشاكل السياسية الغارقة بها مصر داخلياً وخارجياً. يا مسؤولي مصر وأصحاب قرارها، أليس فيكم رجل رشيد؟! بلى والله هناك الملايين،،، فأخذوا بأيدي هؤلاء المخربين فجرأتهم ووقاحتهم بلغت مداها وأصبحت تؤثر على مصر وشعبها. أخيراً أعتذر لكل المصريين عامةً وأعتذر للإعلاميين المصريين الشرفاء خاصةً، فلم أكتب ذلك إلا بدافع حب وتقدير لكم ولبلدكم ولا يسكت عن ذلك إلا من يشترك مع أولئك في أهدافهم الشيطانية. Twitter: @AbuMuhamadQ