مهرجان "دونونو" (فلنعش معا بلغة الإيو المحلية) للرقصات الفلكلورية في توغو، والذي انطلق نهاية مارس/آذار الماضي، أي قبل بضعة أسابيه من الانتخابات الرئاسية، التحف في دورته السادسة لهذا العام، بلون مميّز ومغاير، حيث اختار القائمون عليه أن يجعلوا منه مطية للخفض من منسوب التوتر والاحتقان الذي طغى على العلاقات بين جملة الأطراف السياسية وأنصارهم من الناخبين المرتبطين بهم، وانتقوا "فلنجعل من هذه الانتخابات عرسا" شعارا معبرا لهذه الدورة. فكرة تبني المهرجان لمثل هذا الشعار المميز، نابعة من إيمان منظّميه بأنّ الإنتخابات لا ينبغي أن تشكّل، بأيّ حال، عنصر تفرقة بين أفراد الشعب التوغولي بثقافاته وتوجهاته المتنوعة. موقف أيّده فرديناد أفونيون رئيس لجنة تنظيم المهرجان قائلا للأناضول: "لقد اخترنا هذا الشعار لأنه مع اقتراب موعد الانتخابات دائما ما يسود التوتّر الأجواء، وكثيرا ما تصدر عن البعض تصريحات تقطر كراهية، ناهيك عن العنف الذي قد يصاحب هذا الموعد. لقد اخترنا هذا الشعار للسماح لكل طائفة من الطوائف المشاركة في المهرجان، عبر ثقافتها و رقصتها المميزة، لتمرير رسالة طمأنة للجميع في سبيل مجابهة العنف في توغو"، مؤكدا أنّ المهرجان سيحرص على بثّ هذه الروح، قبل وأثناء وبعد الانتخابات. فنمذ بضعة أسابيع، طفت إلى واجهة الأحداث في توغو، إضطرابات شكّلت انعكاسا لمناخ سياسي متردي يتبادل فيه الجميع من سلطة ومعارضة الاتهامات . وإلى جانب مسألة الإصلاحات المؤسساتية التي تقسم الساحة السياسية في البلاد، تطالب المعارضة بمراجعة الوثيقة الانتخابية، والتي ترى فيها العديد من الإخلالات، وهو ما يوحي ببوادر تشكيك في النتائج التي سيفرزها الاقتراع المقبل، والذي سيحسم، بحسب الملاحظين، بين الرئيس الحالي فور غناسينغبي وزعيم المعارضة جون بيير فابر. ويعيد هذا الجو المحتقن أشباح الماضي القريب، حين خلفت أزمة الانتخابات في 2005 ، أحداث عنف ذهب ضحيتها المئات من التوغوليين، قبل عملية الاقتراع وبعدها، وهو ما ولد الفكرة لدى منظمي المهرجان بمرافقة هذه الانتخابات، والوصول بها إلى بر الأمان. ويقف "نانا ميديا كولتور" وراء تنظيم هذا المهرجان، وهو عبارة عن هيكل لدعم الثقافة في توغو، حيث يقوم بتنظيم مسابقة للرقص بين عدة مجموعات، من المنتظر أن تجوب أرجاء كبرى المدن التوغولية (لومي و كارا و كباليمي و داباوونغ)، قبل أن ينتظم الدور النهائي لمعرفة المجموعة الفائزة، في شهر يوليو/تموز المقبل، في منطقة سوكودي الواقعة وسط البلاد. "لقد انطلقنا منذ 6 سنوات مع مهرجان الرقصات الفلكلورية"، يتابع أفونيون، و "منذ 10 سنوات مع رسائل الأب نوال، في الدفع نحو ثقافة العيش المشترك بين التوغوليين. وقد لاحظنا أنه تم المضي خطوات كبرى في المسار الديمقراطي على غرار الانتخابات التي ستنتظم يوم 25 أبريل (نيسان) القادم"، لافتا إلى أنّ الراقصين يقدّمون خلال المهرجان لوحات راقصة تدعم قيم الوطنية والمواطنة والديمقراطية، فضلا عن رقصات فلكلورية وأغاني مسرحية تروج لرسالة أمن وسلام. وتنطلق الأدوار التمهيدية الجهوية لمسابقة مهرجان "دونونو" للرقص الفلكلوري بمشاركة ما يزيد عن 100 مجموعة راقصة قبل انعقاد الدوار النهائية في شهر يوليو/تموز المقبل الذي سيضع على ذمة الفائزين، جوائز متنوعة. ومنذ مطلع شهر أبريل/نيسان الجاري، انطلقت أولى الخطوات الرسمية بلومي، وتحديدا في ساحة "أناني سانتوس"، حيث انتصبت منصات التتويج الخاصة بالمهرجان، وسادت أجواء رقصات "الكابي" في منطقة "كوزا (شمال) ب أغبادجا دي أيو، إلى جانب رقصة البوبو المميزة لشعب آغو وسط البلاد.