.. زمان كنا نقول: «مصر بلدنا بلد العجايب.. تزرع القمح في سنين.. تطرح (الكوسة) في ثوان».. ويبدو أن حكاية بلد العجايب لم تنته بعد ففي بلد العجايب يعرف معالي اللواء وزير الداخلية أن مسيرة سينظمها «مسيحيون» وستمر على أحياء شعبية مكتظة كبولاق أبو العلا، ولا يقوم بشيء لا لحمايتها وتأمينها، ولا لمنعها، ولا لتحذير منظميها من عواقب تجمع هذا العدد من المسيحيين مما يجعل من السهل على أي «صُباع» خارجي أن يستهدفها مشعلاً ناراً لا تنطفئ، وتحدث كارثة تزهق فيها 26 روحاً مصرية، ويصاب أكثر من 300 مصري، وتمس فيها كرامة الجيش، لتضاف الى كارثة كوبري الجامعة وما حدث أمام السفارة الإسرائيلية والاعتداء على مديرية أمن الجيزة، كل ذلك يحدث وسط حالة بشعة من الفوضى الأمنية والانفلات الأمني، حتى أن مدناً حديثة بأكملها مثل 6 أكتوبر أصبحت مرتعاً للبلطجية واللصوص، وتسمع فيها عن حوادث يومية متكررة بالأسلوب نفسه.. وفي الأماكن نفسها تقريباً!! ثم نفاجأ بأن مَن يستقيل هو وزير «المالية»!! نعم وزير «المالية».. وليس هناك أي خطأ مطبعي! لماذا؟ لأننا في بلد العجايب! وربما أسند د.شرف حقيبة المالية لوزير الداخلية «عبال» ما يلاقوا وزير مالية!!. .. وفي بلد العجايب – تشعر دائماً أن التاريخ يعيد نفسه، أو أنك بطل فيلم «ألف مبروك» بتاع أحمد حلمي، «المقتبس» طبعاً عن الفيلم الأمريكي «GROUNDHOG DAY»، المأخوذ عن أسطورة «سيزيف» اليونانية، بتاعة أخونا اللي متعاقب كل يوم يفضل يشيل الصخرة ويصعد لأعلى الجبل، ثم يلقيها لتتدحرج حتى أسفل الوادي وينزل ليكرر ذلك إلى الأبد، بس ده مش موضوعنا، في بلد العجايب بدلاً من إعلان حداد على أرواح المصريين، ال26، أو مراعاة مشاعر أكثر من 300 مصاب، وبعد ساعات من وقوع كارثة ماسبيرو، يتوجه 70 الى 80 ألف «مصري» الى الاستاد لمشاهدة وتشجيع فريقيهم في نهائي كأس مصر، ولا يخفف وقوفهم دقيقة حداداً من «سخف» الموقف، و«جليطته»، وقلة ذوقه، وبرودة دمه، وسقمه، ووضاعته، وسماجته، وحقارته (أقصد الموقف طبعاً وليس الجمهور!) وشعرت لثوانٍ أنني عشت هذه اللحظة سابقاً، وبالتعبير المصري، شفت الفلم ده قبل كده، بس الفلم الأولاني، كان بعد كارثة «.. عبّارة من اللي بيغرقوا دول برضه.. هأ هأ هأ» على رأي خفيف الدم والظل.. طويل العمر – عشان ربنا يورينا فيه عجائب قدرته – المخلوع الذي حضر بنفسه مباراة كرة القدم بعد ساعات من غرق عبّارة الموت للهارب ممدوح إسماعيل، وهو يضحك، ضحكته اللزجة.. ملوحاً لشعبه المحب.. الذي التهمت قروش البحر 1000 من أفراده قبل ساعات! وصدقوني.. كدت أبحث عن وجهه «الصبوح» بين الوجوه الضاحكة – من غير مناسبة – التي كانت تجلس في المنصة الرئيسية، فربما يكون فخامته استأذن مدير سجن طرة، في الخروج لحضور المباراة العظيمة، باعتباره «مدمن» مشاهدة «مباريات عقب الكوارث»، ليتشفى في أحزان شعبه، وخاب ظني، حيث يبدو أنه اكتفى هذه المرة بإرسال مندوبيه!! وعقب المباراة – التي تعمدت أن أشهد افتتاحها وختامها – حمدت الله أن «الكأس» العظيمة لم تذهب للقلعة البيضاء، حتى لا تخرج جماهير فريق الزمالك الوفية لتجوب شوارع مصر حتى شروق الشمس، في ليلة بيضاء، تتخللها شماريخ حمراء، ورقص وغناء وأهازيج، ليضحك علينا العالم أكثر.. وأكثر.. وربما كانت احتفالات «الزملكاوية» ستستفز المسيحيين فتحدث مصادمات جديدة بين أهالي ضحايا ماسبيرو وضحايا الزمالك.. عفواً أقصد جماهير الزمالك، بما لا تحمد عقباه، ويخرج عن السيطرة الكاملة والقبضة الأمنية الفولاذية لوزير الداخلية الهمام اللواء منصور عيسوي، ومن يدري ربما خرج علينا حاقد أو موتور مؤكداً أن «أصابع خارجية» خططت لهزيمة الزمالك، و«قنص» جهوده، و«قتل» فرحته، و«اغتيال» البسمة من شفاه جماهيره الغفيرة التي كنت حتى يوم أمس أعتقد أنها تضم أغلبية مسيحية، ولكن خاب اعتقادي بعدما شاهدته. .. وأقول لرموز «بلد العجايب» ولكل من جلس في «المنصة» الرئيسية أمس.. يا سادة أليس فيكم رجل رشيد؟ .. أعتقد.. أنكم جميعاً كنتم تستحقون الجلوس في منصة أخرى أفخم وأوسع، وتبعد أمتاراً قليلة عن منصتكم.. عرفتوها!!.. أيوه هي دي! حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 الماتش حامي يا رامي لكن مافيش اجوال طلع المدرب حرامي وفريقه لسه عيال يا مدير جريدتي الأسامي ليها كتير أشكال أنا لسه هابدأ كلامي ساعة ماجه ع البال مخلوع شديد التعامي عن حسبة الأهوال كركر وفرفر سلامته واترج فيّ سؤال إيه اللي بدّل فريقنا بحزمتين جُهال دا فكر لجنة سياسته ولا كلام عُزال مستني رأيك يا ريس وارقع لي كام موال مختار عيسى (يوميات يناير)