الثورة ليست صك غفران لأي أحد شارك فيها ، بحيث يستبيح بتلك المشاركة ارتكاب أخطاء أو إساءات إلى الأبرياء أيا كانوا ، وكذلك الثورة ملك للوطن جميعا ، وهي أشبه بالمال العام ، لا يجوز لأحد التصرف فيه إلا وفق المصلحة الوطنية العامة ، أما أن ينفق أحدهم من ميراث الثورة على خلافاته الشخصية أو للتخديم على طموحاته ، فهذا ما لا يجوز منه ، ولا يجوز من كل مؤمن بالثورة وقيمتها وحرمتها أن يتساهل مع سلوكه فيها ، أيا كان . أقول هذا الكلام لكي أذكر أخي "مظهر شاهين" خطيب مسجد عمر مكرم ، والذي اعتاد أن يخطب الجمعة في ميدان التحرير بين الثوار ، بأنه يخسر كثيرا عندما يستحضر معاركه الشخصية وحظوظ نفسه ليزج بها في ميدان التحرير ومليونياته ، فإن كان هذا يضره هو شخصيا قيراطا ، فهو يضر بالثورة أربعة وعشرين كما يقولون ، وكنت أتصور أن الروح التطهرية في الثورة قد أذهبت عنه بعض مشكلاته القديمة وحظوظ نفسه التي أرودته مهالك قانونية بعضها ينتظره حكم القضاء فيها بعد عشرة أيام بعد أن تداولتها المحاكم لأكثر من عام ، على خلفية خصومات شخصية بينه وبين بعض منافسيه في قنوات فضائية ، كما يكون من مضاعفات الخطأ أو الخطيئة هنا أن يستخدم الشيخ مظهر ميدان التحرير في معارك لا تخصه ، بين قنوات فضائية مصرية خاصة بينها صراع مالي أو فكري أو مذهبي أو سياسي ، لأن ميدان التحرير هو ميدان الثورة ، وليس ميدان قناة "سي بي سي" أو قناة الناس . هناك معركة دائرة الآن بين الفضائيات الإسلامية وخاصة قناة الناس ، وبين فضائيات بعض رجال الأعمال مما تسمى "قنوات الفلول" ، وبشكل خاص قناة "سي بي سي" ، والتراشق بالبرامج على مدار الأسبوع خلال الفترة الماضية مكشوف بعضه ومستتر بعضه الآخر ، والشيخ مظهر يعمل ويتقاضى أجرا ضخما من قناة الفلول ، لا بأس هذا اختياره ، والقناة متهمة على نطاق واسع بأنها تعمل بأموال "الفلول" ورجال أعمال من صفوة رجال أحمد عز وجمال مبارك ، وأنها تمول من جهات لصيقة بالحزب الوطني الفاسد ، ولا أدري هل دفعه أحد في القناة دفعا لما فعل أو أنها كانت من حميته الزائدة دفاعا عن القناة التي "يأكل منها عيش" ، حيث تحدث الشيخ مظهر الجمعة الماضية عن القنوات الإسلامية بأسلوب غير لائق ووصفها بأنها تتلقى تمويلا "وهابيا" على حد تعبيره ، في إشارة إلى اتهامه لها بأنها تمول من السعودية ، وقد كان يعمل في هذه القنوات هو نفسه قبل ذلك ، وهدد مظهر وأرغى وأزبد عن أنه سوف يكشف الكثير عن ذلك في الجمعة المقبلة ، ولا أدري لماذا أجل هذه الشهادة الخطيرة إلى الأسبوع المقبل ولم يبكر بها !! ، ولكنه قصد من ذلك إرسال رسالة لمن يعنيهم : توقفوا نتوقف ، وقد أردف ذلك برسائل موبايل إلى داعية إسلامي مشهور ومذيع بقناة الناس يؤكد له ذلك ويتوعد ويهدد على طريقة "انتم مش قدي" ، والشيخ مظهر مسهل جدا في رسائل الموبايل وقد ورطه ذلك في قضايا إضافة إلى سجل حافل موثق الآن ينتظر أن يقدم للعدالة قريبا إضافة إلى إذاعته على الهواء مباشرة . أعرف أن قضيته الأخيرة أصابته بالتوتر ، خاصة وأن حكم القضاء فيها قد اقترب بعد طول مراوغة ، وحاول تقديم تعويض مالي كبير عن طريق وسطاء لأصحاب الحق للتنازل ، إلا أنهم رفضوا ، مما زاد من توتره وعصبيته ، وزاد أيضا من أخطائه عبر رسائل الموبايل ، ولكن المهم في الموضوع أنني أتمنى أن يكف الرجل عن الصرف من "رصيد الثورة" لحسابه الشخصي ، ومشاكله الخاصة ، ومشاكل "الدكان" الذي يأكل منه عيش ، ميدان التحرير ينبغي تطهيره من مثل ذلك ، وإن كان لديك اتهامات أو وثائق تدين أحدا أو قناة ، فأنت تعرف السبيل البديهي لذلك ، وهو مكتب النائب العام ، أما هذه المهاترات والدجل الإعلامي ، فإني أعظك للمرة الأولى والأخيرة بأن تنتهي عنها ، فقد بذلت جهدي خلال هذا الأسبوع لكي أمنع عنك وابلا إعلاميا وفضائيا لن تطيقه ، ورجوت الأصدقاء أن يتوقفوا وأن يؤجلوا ذلك ، ليس من أجلك أنت ، ولكن من أجل صورة الثورة التي هي ملكنا جميعا ، والتي تقدم نفسك باسمها عبر رسائل الجوال "المشينة" بتوقيع "خطيب الثورة"!! [email protected]