الإتفاق الإطاري بين إيران والقوى الكبرى في حقيقته وكما أُعلن عنه هو تفاهم أكثر من كونه إتفاقاً، تعهدت فيه إيران بتخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي بمقدار الثلثين ، من 19000 الى60000 لمدة عشر سنوات، تحت رقابة لم يحدد كيف ومن سيقوم بها إلى الآن، مقابل رفع العقوبات تدريجيا دون تحديد المدّة التي سوف تستغرقها العملية، هل هي مدة أقصاها ستة أشهر كما تريد إيران، أو ستة أشهر إلى سنة كما تريد أمريكا أو ثلاث سنوات حسب تقارير الرقابة على البرنامج النووي الإيراني كما تريد فرنسا التي. من المؤمل أن يبدأوا فوراً بترجمة هذا الإطار المرسوم- في الواقع - بخط منقّط وليس متواصل، إلى اتفاق موثّق يُوقَّع بحلول نهاية حزيران. ليس من السهل التكهن بكيفية سير عملية ترجمة الإطار إلى اتفاق نهائي، إلا أن تجربة الماراثون التفاوضي الذي استغرق ثمانية عشر شهراً بين مد وجزر وتهديد ووعيد، تشي بصعوبة، وتوحي ، إذا تذكرنا العناد والتوجس والمناورات التفاوضية الإيرانية، فإن القضية لن تسير بسلاسة إملاء النص على التلاميذ. النتن ياهو، أكثر المهتمين بالموضوع غرّد قائلاً: على أي اتفاق (هو يعرف أن ما جرى ليس اتفاقا) أن يفرمل القدرات النووية الإيرانية ويعيدها إلى الوراء ويوقف الإرهاب والعدوان الإيرانيين. جون كيري قال: لدينا الآن قراءات لحل القضايا الكبرى حول البرنامج النووي. علينا العودة حالاُ إلى العمل على الاتفاق الإتفاق النهائي.(هذا يؤكد أنهم لم يصلوا إلى النهاية). جواد ظريف كتب تغريدتين، قال في الأولى: بيان إيران/5+1 هو"أمريكا سوف توقف تطبيق كافة العقوبات المالية والإقتصادية المتعلقة بالبرنامج النووي" وأضاف متسائلاً: هل سيكون الأمر تدريجياً؟ وقال في الثانية: بيان إيران/5+1 هو"الإتحاد الأوربي سيُنهي تطبيق كافة العقوبات المالية والإقتصادية المتعلقة بالبرنامج النووي" وأضاف متسائلاً: ماذا بشأن ذلك؟ (من الواضح أن الأمور معلّقة والنهايات سائبة). السي أن ان نقلت عن أوباما قوله: إذا تم تطبيق الإتفاق النووي بشكل كامل فإنه سوف يمنع ايران من امتلاك القنبلة النووية. (يقول إذا وليس سوف ). أما الجمهوريون في الكونغرس الأمريكي فقالوا أنهم يستمرون في فرض العقوبات على إيران إلى أن يتم الوصول إلى اتفاق واضح وقوي يمنعها من امتلاك السلاح النووي. الأمر إذن يبدو وكأنه نوع من تهدئة الأمور لتجاوز اختناق الموعد النهائي، وربما لتجاوز اختناقات الأوضاع في اليمن والعراق وسوريا وليبيا إلى حد ما، وهي أوضاع بلغت مداها المأساوي، تفرض استحقاقات ملحة على القوى الكبرى، وعلى رأسها أمريكا، بالتدخل والحسم، وهي في الواقع لا تريد الخوض في أوحالها الدامية ما دامت لم تصل إلى تصل قذارتها بعدُ الى ثوبها الأبيض