أظهر تقرير جديد صادر عن بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان "أوناما" وجود أدِلّة قوية تفيد بارتكاب أعمال تعذيب منهجية ضد المحتجزين، ومن بينهم أطفال، في عدد من السجون الأفغانية. وقالت رئيسة قسم حقوق الإنسان بالبعثة جورجيت غاغنون في حوار مع إذاعة الأممالمتحدة: "إنّ التقرير جاء نتيجة متابعة ولقاءات مُكَثّفة أجريت في الفترة بين أكتوبر وأغسطس الماضيين مع نحو 400 محتجز ومُدَان". وأضافت: "وجدنا أنّ حوالي نصف عدد المحتجزين قد عذبوا إمّا بيد الإدارة الوطنية للأمن أو الشرطة الوطنية الأفغانية". وشدّدت على أنّ "الطريقة التي عوملوا بها تتفق مع التعريف الدولي للتعذيب وهو الإصابة بألمٍ شديدٍ جسدي أو نفسي بيد مسئول في الدولة من أجل الحصول على اعتراف أو معلومات". وأوضحت غاغنون أنّ جمع المعلومات اللازمة للتقرير تَمّ بالتعاون مع السلطات الأفغانية التي سمحت لبعثة الأممالمتحدة بدخول جميع منشآتها. وذكَرت أنّ الحكومة الأفغانية عمدت، بعد تسلمها التقرير، إلى وضع خطة عمل تتضمن خطوات لإنهاء بعض تلك الانتهاكات بما فيها إقالة عدد من المسئولين أو تكليفهم بمهام أخرى. ووجَدت البعثة أدلة "دامغة" على أنّ 125 سجينًا، أي 46% من 273 سجينًا تمت مقابلتهم في سجون الأمن قد تعرضوا لأساليب استجواب ترقى إلى حدّ التعذيب وأن التعذيب يمارس بصورة منهجية في عدد من منشآت الأمن في أنحاء أفغانستان. وأكّد "أن جميع المساجين الذين تَمّ تعذيبهم على أيدي قوات الأمن قالوا: إنّ التعذيب وقع خلال التحقيق وكان يهدف إلى الحصول على اعتراف أو معلومات، وفي معظم الحالات أوقف المحققون التعذيب حالَمَا قدم المعتقلون المعلومات المطلوبة أو اعترفوا بجرائمهم"، كما أشارت أونامَا إلى أنّ أطفالاً دون سنّ 18 تعرضوا للتعذيب.