أعرب "مجلس حكماء المسلمين" عن دعمه للعملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ودول عربية أخرى باليمن، استجابة لنداء الرئيس عبدربه منصور هادي، لوقف الانقلاب الذي يقوده الحوثيون وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وقال المجلس في بيان أرسل إلى "المصريون" نسخة منه، إنه "تابع ما جرى في اليمن الشقيق، خلال السَّنوات القليلة الماضية، من أمورٍ تُدمِي القلوب وتُوجِع الأرواح، ولا تُرضِي الله ولا رسوله ولا عامَّة المسلمين، كما لا تُرضي كلَّ ذي ضميرٍ حيٍّ أو وجدانٍ على مستوى العالم كله". وأشار إلى أن "ما زاد من فَداحة المأساة ومَرارتها وبَشاعتها إصرارُ فصيل على العبث بسِلم اليمن واستقرارِه؛ سعيًا وراء السُّلطة مما دفعه إلى رفض كلِّ المبادرات والمساعي السلميَّة، وتعطيل جميع الحلول السياسيَّة المقترَحة التي كان من ضِمنها المبادرة الخليجيَّة التي لاقت دعمًا كبيرًا على كافة المستويات الدولية". وقادت جماعة الحوثي الشيعية، مدعومة بأنصار الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، انقلابًا على الرئيس هادي، دفع الأخير إلى الهرب إلى عدن في الجنوب، وإعلانها "عاصمة مؤقتة للبلاد"، بعد أن أحكم معارضوه سيطرتهم على العاصمة صنعاء، إلا أنهم واصلوا الزحف نحو مقر حكمه، قبل أن تتدخل السعودية ودول أخرى عسكريًا في وقت مبكر يوم الخميس الماضي استجابة لطلبه، في عملية أطلقت عليها اسم "عاصفة الحزم". وقال "مجلس حكماء المسلمين": "لقد انقلبت هذه المجموعةُ على ما تبقَّى من ملامح الدولة، مُتوسِّلة الإكراهَ وإرغامَ الآخرين بقُوَّة السلاح لفرض هيمنتِها على مُقدَّرات البلاد والعباد، كان منها اجتياحُ العاصمة اليمنيَّة صنعاء، واحتجاز رئيسها الشرعي، ومن ثَمَّ الزحف إلى بَقِيَّة المناطق لنشر الخراب والدمار دون خوفٍ أو وَجَلٍ من سفكِ الدماء وتمزيقِ البلاد وزجِّها في حرب أهليَّة قد لا تكونُ لها نهايةٌ". وأضاف أن "منطق إحكامِ سيطرةِ فئةٍ من المجتمع على بقيَّةِ الفئات بقوَّةِ الحديد والنار هو منطق الظالمين، الذين لا يرعون إلا مصالحهم الشخصيَّة التي يُقدِّمونها على مصلحة الوطن". وشدد مجلس الحكماء على أنه إذ "يؤكد دعمَه المطلق لأيِّ جهود من شأنها وضع حدٍّ للدماء النازفة والخَراب الشامل والشر المستطير في أيِّ بلدٍ عربي مسلم، فإنَّه يرى أهميَّة دعم وحماية الشرعية باليمن؛ حِفاظًا على السِّلم والاستقرار"، فإنه "يدعو جميعَ الأطياف الممثِّلة للشعب اليمني إلى الابتعاد عن الاصطفاف المذهبي أو الطائفي، ويُحذِّرها من الانجِرار خلف مخططات سياسية لا تُحمَد عقباها، كما يدعو اليمنيين إلى الاحتكام إلى العقل والنأي بأنفسهم عن كلِّ ما يُؤجِّجُ الصراع ويُشعل نار حرب أهلية". وطالب مجلس حكماء المسلمين ب "العمل على وأد كلِّ النزعات الطائفية التي تُهدِّدُ استقرارَ ووحدةَ شعبِ اليمن؛ حتى نُجنِّبَه الدخولَ في حربٍ طائفيَّةٍ يُراق فيها مزيدٌ من دماء المسلمين". وشدد المجلس الذي يضم مجموعة من علماء الدول الإسلامية برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على أنه "يتجرَّد من كلِّ العوامل الذاتيَّة عند إصدار قراراته وإبداء رأيه، ولا يرمي أبدًا أن يكون طرفًا في صراع سياسي أو ديني أو مذهبي، ولا يهدف إلى مُؤازرة طرفٍ على حساب طرف آخَر، أو نُصرة طائفةٍ أو مذهب بعينه". وأكد "ضرورة أن تُؤدِّي الجهود المبذولة في مكافحة التطرف إلى ردعِ الفئات المستقوية بالسلاح على الدولة وكذلك المستضعَفين؛ ممَّا يُساهم في إرساء الاستقرار والأمن والوصول إلى توافق بين كافَّة اليمنيين ليُقرِّروا بأنفسهم كيفيَّة إدارة شؤون بلدهم دون إقصاءٍ لأحدٍ، ومن دون أيِّ تدخُّلٍ يأتي من خارج الحدود". وناشد أعضاء المجلس "جميع الغيورين على مصير ومستقبل العرب والمسلمين الوقوف صفاً واحدًا، والعمل كتفًا بكتف من أجل نزع فتيل الأحقاد، وتعطيل الفتن وإخماد الحرائق المشتعِلة، وتكاتُف الجهود لحماية استقلال وعُروبة اليمن".