أدان مجلس "بيت العائلة" الذي يضم رموز إسلامية ومسيحية في اجتماع طارئ عقده أمس برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أحداث ماسبيرو التي أودت بحياة 24 قتيلاً وأكثر من 300 جريح مساء الأحد، مطالبًا سرعة الانتهاء من إعداد القانون الذي ينظم بناء الكنائس، لتفادي تكرار تلك الأحداث التي وقعت احتجاجًا على منع تحويل مضيفة "المريناب" بأسوان إلى كنيسة. وفي الوقت الذي انتقد فيه المعالجات السطحية والحلول المسكنة لظواهر الأزمات خلال الفترات الماضية والتي اعترها غير مجدية وأدت إلى تصاعدها وتسارع وتيرتها على نحو غير مسبوق ولا مقبول، أكد شيخ الأزهر في بيان أصدره "بيت العائلة" أن المصارحة والمكاشفة والشفافية التي تقوم على البحث في أعماق المشكلة القائمة والتعامل مع جذورها ضرورة حتمية خصوصًا في ظل الظروف القائمة التي يمر بها الوطن. وطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبمجلس الوزراء سرعة الانتهاء من إعداد القانون الذي ينظم بناء الكنائس، وأن يحسم المشكلات التي تحيط بها والتي نجم عنها مثل الأحداث المؤسفة، وأن يتخذ الإجراءات العملية اللازمة لتعزيز ما نص عليه الدستور من إرساء مبدأ المواطنة للمصريين جميعًا. وأهاب "بيت العائلة" بالقضاء المصري الذي وصفه بذي التاريخ العريق في حماية الحقوق والحريات أن يمنح قضايا العنف الطائفي أولوية مناسبة لمواجهة هذه الظاهرة الطارئة على وطننا بعد خمسة عشر قرنًا من العيش المشترك والتوحد الوطني. وناشد في الوقت ذاته وسائل الإعلام أن "تكون على قدر المسئولية الوطنية في هذه المرحلة الفارقة من تاريخنا الحديث"، معربًا عن تقديره لدور الجندية المصرية، ومقدمًا تعازيه للشهداء الذين سقطوا في أحداث ماسبيرو. شارك في الاجتماع الذي عقد بمشيخة الأزهر بناء على دعوة من شيخ الأزهر، مجموعة من علماء الدين الإسلامي والمسيحي ومثقفين ومفكرين، ومن بينهم الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، أمين عام المبادرة، والدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق، والدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد الله الحسيني وزير الأوقاف السابق. كما شارك ممثلون عن الكنيسة الإنجيلية والبروتستانتية، فيما لم يحضر ممثلون عن الكنيسة الأرثوذكسية، بدعوى الانشغال بحضور اجتماع المجمع المقدس الذي عقده البابا شنودة بطريرك الإسكندرية والكرازة المرقصية أمس لبحث أحداث ماسبيرو. من جانبه، رفض القس يوحنا قلتة، عضو بيت العائلة المصرية وممثل الكنيسة الإنجيلية الحديث عن تدخلات خارجية لحماية الأقباط والكنائس، مطالبا الشعب المصري بتهدئة والأوضاع والحرص على مستقبل البلاد، مؤكدا أن الحماية الأمريكية لم تفعل شيئا لمسيحي لبنان أو العراق أو غيرها. وعزا غياب ممثلين عن الكنيسة الأرثوذكسية عن الاجتماع إلى الانشغال باجتماع المجمع المقدس، فضلا عن تشييع الجنازات الخاصة بالقتلى المسيحيين، لكن مصادر عزت ذلك إلى رفض الكنيسة حضور الاجتماع إلا بعد التحقيق في الأحداث وتحقيق مطالب الأقباط وعلى رأسها بناء كنيسة المريناب وعزل اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان. من جانبه، أكد الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر أن دور "بيت العائلة" ليس عقد جلسات المصالحة بين المسلمين والأقباط، لكن العمل من أجل حل هذه المشكلات والتصدي لها منذ بدايتها. في حين وصف الدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق ما حدث بأنه "فتنة كبيرة"، متهمًا بعض "فلول الوطني بالاندساس وسط المتظاهرين"، وطالب بتوحيد الصف وتطبيق القانون على المخالفين والبلطجية والمتطرفين الذين قاموا بالتعدي على جنود القوات المسلحة.