لم تكن «عاصفة الحزم» التي بدأتها المملكة العربية السعودية وليدة اللحظة، بل إنها كانت بسبب رياحٍ هبت من تقلبات الأمور في اليمن، هددت المملكة فلم تهدأ السعودية وبلاد الخليج ومصر مما قد تسببه تلك التقلبات، وخاصة ما ستسببه لمضيق «باب المندب» الذي يشكل أهمية كبيرة لدى دول الخليج ومصر والعالم أيضًا. إن باب المندب هو ذلك المضيق الذي يسهل عبور النفط من الخليج إلى العالم وبعد افتتاح قناة السويس أصبح مكملًا لها، أي أنهما سبب ربط العالم وقصّرا الطرق على حاويات وسفن العالم ليس هذا فحسب بل وراء باب المندب معلومات وفوائد رصدتها «المصريون». 1- اشتق اسم «باب المندب» من فعل ندب أي «جاز وعبر»، وهناك رأي يقول: «إنه من ندب الموتى ويربطه بعبور الأحباش إلى اليمن»، وبحسب موقع «الجزيرة.نت» قال الموقع، إنه سُمي بهذا الاسم «لأن العرب قديما كانوا إذا غزوا الأفارقة وسبوا بناتهم واستعبدوا أولادهم ينقلونهم إلى الجزيرة العربية عبر هذا المضيق، فكانت أمهات السبايا يبكين ويندبن على فقد أولادهن هناك، كما أن هناك أسطورة أخرى تقول إن سبب التسمية يعود إلى عدد الذين غرقوا في البحر بسبب هزة أرضية فصلت بين قارتي آسيا وأفريقيا». 2- تكون «مضيق باب المندب» نتيجة تباعد أفريقيا عن آسيا بالحركة البنائية الصدعية للانهدام الذي كوّن البحر الأحمر في أواخر الحقب الجيولوجي الثالث في عصري الميوسين والبليوسين. 3- يقع باب المندب بين جزيرة بريم اليمنية شرقًا وجيبوتي غربًا، ويفصل بين قارتي آسيا في الشمال الشرقي، وأفريقيا في الغرب، وتحديدًا دولتي اليابان عن جيبوتي، فهو يعد المدخل الجنوبي لقناة السويس. 4- ويصل عرض مضيق باب المندب إلى 30 كيلومترًا، ويبلغ عمقه نحو«100-200». 5- في 22 فبراير 2008 كشف مخطط إنشاء جسر بحري يربط بين اليمن وجيبوتي عبر المضيق، سيكون أطول جسر معلق في العالم، وخلال تداول تلك الأخبار قيل إنه سيتم بناء مدينة تربط بين الدولتين يربطها الجسر المعلق. 6- ترتبط أهمية باب المندب ببقاء قناة السويس أولًا ومضيق هرمز ثانيًا مفتوحين للملاحة، أمام ناقلات النفط خاصة أن أي تهديد لهذين الممرين أو قناة السويس وحدها يحول السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح. 7- وأغلق باب المندب خلال حرب أكتوبر 1973 بسبب الحصار البحري الذي نفذته القوات البحرية المصرية في وجه الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر، حيث كانت إسرائيل تستورد من إيران نحو 18 مليون طن من النفط عبر المضيق إلى ميناء إيلات لاستخدام جزء منها ثم تعيد تصدير الجزء الأكبر إلى أوروبا، وخلال فترة الحصار لم تدخل ناقلة نفط واحدة إلى خليج العقبة حتى 1 نوفمبر، حينما سمح السادات بدخول أول ناقلة نفط إسرائيلية مقابل إيصال الإمدادات إلى الجيش المصري الثالث المحاصر في شرق القناة. 8- تمر من المضيق30% من صادرات النفط الخليجية كحد أقصى. 9- وتبقى أهمية باب المندب مرتبطة ببقاء قناة السويس أولًا وممر هرمز ثانيًا مفتوحين للملاحة، أمام ناقلات النفط خاصة، وتهديد هذين الممرين أو قناة السويس وحدها يحول السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح. 10- تستحوذ اليمن على الأفضلية الكبرى لامتلاكه، وضعف تأثيرها بشكل كبير بسبب التدخل الأمريكي. 11- وبحسب موقع «الجزيرة.نت» يسعى الحوثيون للسيطرة على المضيق من خلال السيطرة على مدينة المخاء الساحلية، الواقعة 60 كيلومترًا، شرق المضيق، وهي المنفذ الوحيد من جهة الشمال لمديرية ذو باب ومضيق باب المندب، وفيها ميناء استراتيجي يطل على البحر الأحمر، وبالتالي فإن السيطرة عليها تجعل الطريق سالكًا أمام الحوثيين للسيطرة على تلك المناطق. 12- وتكمن المشكلة الكبرى في سيطرة الحوثيين على المضيق بأن تسيطر إيران على المضيق. 13- وخلال «عاصفة الحزم»، أمس، تحركت القطع البحرية المصرية متجهة إلى المياه الإقليمية ناحية البحر الأحمر في طريقها إلى المضيق، وذكرت مصادر أن القوات البحرية المصرية اشتبكت مع الأسطول الإيراني عند المضيق وأجبرت الأسطول الإيراني على مغادرة مضيق باب المندب، بعد إطلاق تحذيرات، فور وصولها.