عروس الصحافة ميادة أشرف، شابة في العشرينات من عمرها، حيث كانت تبلغ من العمر 22 عامًا عندما أتت إلى القاهرة من قرية إسطنها التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، مسقط رأسها، حتى تحقق حلمها في أن تصبح صحفية مشهورة كما تمنى والداها فهما لا يملكان من الدنيا غيرها هي وأخوها الذي يصغرها بسنوات، لم يكن والداها يعلمان أنهما بموافقتهما على سفرها للعمل إلى القاهرة سيأتي اليوم الذي يستقبلانها فيه ولكنهما هذه المرة لن يستقبلانها عروسة يتفاخران بها أمام الناس، ولكنهما استقبلاها جثة هامدة ليس أمامهما سوى أن يدفناها بين الثرى ويبكيا على قبرها على الرغم من أن الدموع لم تشف عذابهما الذي شعرا به عندما تحولت أحلامهما في ابنتهما الوحيدة إلى سراب، فبدلا من أن يلبساها فستان الفرح الأبيض ويسلماها إلى زوجها في عش الزوجية الذي طالما حلمت به ميادة وعاشت من أجله، وضعاها في الكفن. أحلام ميادة البسيطة في الزواج وفي أن تعمل وتدخر حتى تجهز نفسها لتستطيع أن تصبح زوجة وأمًا لم تكتمل لأن الحياة لم تعطها الفرصة لتحقيق ذلك، وكأن الزمن استكثر عليها أحلامها البسيطة.. ميادة إنسانة رقيقة، مرحة، شقية، حنونة، طيبة القلب، طموحة إلى أقصى الدرجات.. جميلة الملامح والطباع لم يعرفها أحد إلا وتعلق بها ورسمت في ذهنه ذكرى حسنة لم ينساها يومًا على الرغم من غيابها عن الأعين إلا أنها مازالت تحيا داخل القلوب، فمن عشق أصحابها لها وهو سهم به كتب العديد من أصدقائها بوستات لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يوم عيد الحب فصديقها محمد الرفاعي نشر على صفحته الشخصية ميادة أشرف في عيد الفلانتين: "السنة اللى فاتت في عيد الحب قابلت ميادة أشرف عند محطة جامعة القاهرة اشتريت لها وردة بمناسبة عيد الحب وقالت أول مرة حد يهدينى وردة وكانت سعيدة جدا وقالت السنة الجاية أكون مع خطيبى أنا نفسى أتخطب بقى ياعم محمد وأحب واتحب زى كل البنات، قلتلها يا ميادة إنتى زى القمر مين ميحبش ميادة، وعلشان كلنا بنحب ميادة دعواتنا ليها في عيد الحب، داعين الله أن يسكنها فسيح جناته". "ميادة" توفيت بطلقة في الرأس، خلف صوان الأذن بالضبط، وخرجت من يمين الوجه، وأدت إلى كسور في الفك والوجه والرأس وتهتك بالغدة خلال تغطيتها لمظاهرة لجماعة الإخوان المسلمين يوم 28 مارس 2014 من خلال عملها بجريدة الدستور، وقد تمت الموافقة على ضم اسمها إلى "قوائم شهداء الثورة". "عايزة حق بنتي والكشف عن السبب في قتلها والقصاص من القاتل الحقيقي حتى لو كان فرد من أفراد الشرطة زي ما عملت الحكومة في مقتل شيماء الصباغ"، هذه هي كلمات عزة رمضان أحمد، والدة ميادة في كلمتها التي وجهتها إلى نقيب الصحفيين الحالي يحيى قلاش.