لا أعرف بأى طريقة تفكر القيادات الحالية فى ماسبيرو وفى مقدمتهم عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون والمشرف على وزارة الإعلام , أقول هذا الكلام رداً على بعض التصريحات المستفزة والمثيرة للجدل الى أطلقها الأمير خلال الحوار الذى أجراه مع برنامج صفحة جديدة بقناة نايل لايف . حيث أعلن الأمير أن الاتحاد قام بوضع خطة لإقامة دورات تدريبية لتحويل عدد من الإداريين إلى برامجيين لتعويض النقص في عدد العمالة الفنية على مدار السنوات القادمة ، وكذلك عدم الموافقة على أية تعيينات جديدة في مقابل خروج العاملين الذين بلغوا سن التقاعد . واذا كنا نتفق مع الأمير فى سياسة وقف التعيينات الجديدة وأؤكد أنه قرار صائب – اذا تم تفعيله بشكل كامل - للقضاء على العشوائية فى التعيينات التى إبتلى بها ماسبيرو طوال الثلاثين عاماً الماضية , إلا أننا فى الوقت نفسه نؤكد أن هناك سلبيات كثيرة للغاية فى حالة الإصرار على هذه الجريمة (الخطة ) الغريبة فى الشكل والمضمون . أول هذه السلبيات أن فكرة تحويل الإداريين إلى برامجيين وجعلها مقننة يتناقض مع تصريحات الأمير فى نفس البرنامج بأن عدد القنوات التابعة لقطاعات ماسبيرو كبير للغاية وأنه من المهم تقليل هذا العدد , ولهذا نسأل الأمير : من هو عبقرى عصره وأوانه الذى أشار عليك بهذه الفكرة التى لا يمكن وصفها سوى ب (الغبية ) ؟ ولماذا تضيع على المبنى فرصة للتخلص من الأعداد التى ستتم إحالتها للمعاش خلال السنوات القادمة لتقليل العدد الإجمالى للعاملين والذين لا يعرف أحد عددهم على وجه الدقة بما فيهم أنت نفسك يا أمير ؟ . وهل الهدف من هذه الخطة هو استمرار الصمت على المهازل الحالية والخاصة ب (الطرمخة ) على استمرار عمل السكرتارية وحملة الدبلومات كمعدين ومخرجين ومساعدى إخراج - والذين نشرنا أسمائهم فى نفس المكان أكثر من مرة - وهو وضع مخالف لكل الأعراف الإعلامية والقانونية ولوائح ماسبيرو ؟ . وبصراحة أكثر نسأل : هل الهدف من تلك الخطة أنكم (مزنوقين ) فى إجراء عمليات تحويل ( إدارى وليس جنسى ) لبعض السكرتيرات وابناء المحظوظين والمسنودين إلى العمل البرامجى لكى يحصلوا على ما يسمى ب (السقف المالى ) إلى جانب المرتب والحوافز والبدلات وأشياء آخرى !!!!!!! بدلاً من استمرار عملهم الإدارى والذى لا يمكنهم من ( هبر ) آلاف الجنيهات شهرياً بدون عمل وبدون وجه حق مثل الكثيرين حالياً داخل المبنى . وكيف ستضمن يا رئيس الإتحاد أن يكون هؤلاء الذين سيتم تحويلهم وجوها مشرفة لماسبيرو إذا كانت هناك بعض – أقول بعض - الشخصيات خاصة فى مجال الإخراج والإعداد تسيىء إلى المبنى وقياداته بأفعال وتصرفات عشوائية - رغم أن بعضهم يعمل فى المبنى منذ أكثر من 25 عاماً - وهناك الكثير من الوقائع التى حدثت وتؤكد ذلك خلال ألايام الماضية (هذا الكلام لا ينفى وجود الكثير من الشخصيات المحترمة والوجوه المشرفة داخل المبنى فى هذين المجالين ) . ويؤسفى القول إن ما يقال حول وقف التعيينات فى ماسبيرو ليس حقيقياً وهناك تعيينات تتم ( من تحت لتحت ) والدليل ما سبق أن كشفته فى نفس هذا المكان فى مقالى المنشور فى 15 أغسطس بعنوان (الفساد الملعون داخل الإذاعة والتليفزيون ) والذى كشفت فيه عن إتخاذ الإجراءات اللازمة لتعيين 37 موظفاً جديداً بقطاع الأخبار فى وظائف الخدمات المعاونة والسكرتارية منهم 7 من أبناء العاملين بالقطاع والمبنى .. كما كشفت فى مقالى المشنور فى 13 مارس الحالى بعنوان ( بلاوى التليفزيون على كل شكل ولون ) عن وجود خطة يتم تنفيذها حالياً لتحويل عدد من السائقين إلى وظائف الإداريين تمهيداً لتعيين عدد من السائقين الجدد مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة لبعض القيادات بالمبنى والقطاع ؟!!!. من ناحية آخرى فإن الكل يعلم أن الغالبية العظمى ممن يصلون إلى سن التقاعد لا يتم خروجهم على المعاش بل يتم التجديد لبعضهم وآخرون يستمرون فى تقديم برامجهم خاصة فى قطاع الغذاعة , بينما تتم مكافأة آخرون بمناصب المستشارين فى شركات مثل مدينة الإنتاج وصوت القاهرة والنايل سات وغيرها , وهو ما يؤكد أن الحديث عن تقليل أعداد العمالة بشكل كبير كلمة حق يراد بها باطل . ولذلك أقول للأمير : إستغل فرصة خروج هؤلاء للمعاش وراقب بشدة قرارات وقف التعيينات لتقليل أعداد العمالة وتخفيض عدد القنوات وترشيد الإنفاق حتى تخففوا العبء عن كاهل الدولة والتى تتعاملون معها على طريقة (الأرامل والمطلقات ) حتى تتمكنوا من إحداث تطوير ولو جزئى لشاشات التليفزيون المصرى الذى تصرون على استمرار إهدار المليارات عليها سنويا دون أى مردود حقيقى على أرض الواقع .