نظّم آلاف المشاركين في المنتدى الاجتماعي العالمي بتونس، مساء اليوم، مسيرة مناهضة للإرهاب، تحت شعار "شعوب العالم موحدة ضد الإرهاب" وسط إجراءات أمنية مشددة. وانطلقت في تونس اليوم، أعمال المنتدى الاجتماعي العالمي، والذي يستمر حتى السبت القادم، بمشاركة 121 دولة و5 آلاف جمعية ومنظمة، وفق ما أعلنت عنه اللجنة المنظمة في وقت سابق. وانطلق المشاركون من ساحة باب سعدون في العاصمة، حتى مقر متحف باردو، غربي العاصمة، رافعين شعارات تدين الإرهاب، من بينها "تونس حرة حرة والإرهاب بره بره"، كما تعالت الهتافات المنادية بالوحدة الوطنية، بعيدا عن الانقسامات السياسية والإيديولوجية، لمحاربة الإرهاب. ودفعت السلطات التونسية بتعزيزات أمنية كبيرة إلى ساحة باب سعدون، حيث نشرت العشرات من عناصرها في الشوارع، كما أقامت طوقا أمنيا في محيط المظاهرة، لحماية المشاركين. وقُتل، الأربعاء الماضي، 23 شخصًا بينهم 20 سائحا أجنبيا، وأصيب 47 آخرون بجروح، جراء الهجوم على متحف باردو المحاذي لمجلس النواب التونسي (البرلمان) بالعاصمة تونس. وقال مصطفى البرغوثي، عضو منظمة التحرير الفلسطينية: "جئنا كفلسطينيين، للتضامن مع تونس ضد الإرهاب والعدوان الذي سُلط قبل أيام على هذا الشعب، الذي وقف كثيرا إلى جانب الشعب الفلسطيني". وأوضح البرغوثي في تصريحات لوكالة الأناضول، أن "مشاركتهم في المنتدى، تندرج ضمن التأكيد على أن نضال الشعب الفلسطيني مستمر ضد عنصرية إسرائيل". من جانبه، دعا "مامدو أنديك" أحد المشاركين من السنغال "أحرار العالم إلى مساندة تونس والوقوف إلى جانب هذه التجربة الديمقراطية الأولى من نوعها في المنطقة". وأضاف في حديث للأناضول: "تونس بلد أمن وتسامح، والشعب التونسي لا يستحق ما حصل الأسبوع الماضي، والحادثة اهتز لها العالم جميعا، لذلك يجب أن تتوحد شعوب العالم ضد الإرهاب". ويناقش المشاركون وعددهم يقارب ال70 ألف مشارك عدة مسائل تنموية وسياسية واجتماعية وثقافية وفى مقدمتها ظاهرة الإرهاب بكل أشكاله، وإصدار وثيقة لمناهضة الإرهاب، بحسب المنسق العام للمنتدى، من دون الكشف عن تفاصيلها. والمنتدى الاجتماعي العالمي هو فضاء للحوار وصياغة المقترحات وتفاعل الحركات الاجتماعية والمنظمات غير الحكومية ومكونات أخرى في المجتمع المدني بشأن عدة قضايا، من بينها هيمنة الرأسمالية والإمبريالية والتهرب الضريبي والإرهاب.