لست من المعجبين بالفنان عادل امام عندما يحاول ان يصبح زعيما ومفكرا سياسيا لانه الدور الوحيد تقريبا الذى يحقق فيه فشلا زريعا ,لكننى معجب به فنيا، وعندما اشاهد ما يجرى على الساحة السياسية المصرية الان اتذكر فيلم مرجان احمد مرجان خاصة المشهد الذى يحدث فيه سكرتيره الخاص قائلا( انا عايز ابقى مثقف يا حسن يعنى أألف شعر وأكتب قصص وحاجات من الكلام الفارغ بتاع اليومين دول ) هذه النوعية وغيرها من البشر التى تبحث عن دور بأى شكل هى الطافية الآن على السطح لصالح تراجع دور الثوار الحقيقيين ، وهذه النوعية قابلتها كثيرا طوال عمرى المهنى، خاصة عندما كنت رئيسا لتحرير جريدة الغد الصادرة عن حزب الغد برئاسة الدكتور أيمن نور أثناء الانتخابات الرئاسية فى 2005 . كنت أقابل داخل الحزب مجموعات مختلفة من البشر، منهم المنضم عن قناعة ويقين للحزب والمقتنع بمبادئه وهم الأكثرية وهم المناضلون بالفعل ، ومنهم المنضمون للحزب من الهوانم وكبار رجال الأعمال لأن الموضة السنة دى هى النضال وتجدهم فى المظاهرات يشاهدون أنفسهم وأناقتهم أكثر مما يتظاهرون وأظن أن بعضهم كان يتصل بسكرتيره ويقول (شايفنى فى التليفزيون يا حسن ) مثل عادل امام بالضبط واظن أن الفتيات منهن كن يصحن فرحا وهن يهتفن مامى النهارده عندى مظاهرة اوريانتال ، كما كان هناك أيضا مجموعة أخرى من المطلقات والعوانس والعواطلية والمهزوزين نفسيا يبحثون أيضا عن دور سياسي ونضالى بدلا من غسيل المواعين او الجلوس على القهوة أو البحث عن عريس . وما أشبه الليلة بالبارحة ، فميدان التحرير الذى كان عنوانا للثورة وشهد ليلة إقصاء الرئيس السابق مبارك تحول فى أحيان كثيرة مؤخرا من مكان نضال إلى مكان للباحثين عن الأضواء والشهرة، تحت أى مسمى وأى شعار. واذا كنت قد انحزت كثيرا إلى دعوات أطلقها ميدان التحرير عندما كان يسيطر عليه ويحركه الثوار بحق مثل المبادئ الدستورية والتسريع بالإصلاح وتسليم السلطة إلى مدنيين فإننى لا أفهم شعار هذه الجمعة (شكرا ارجعوا الى ثكناتكم ؟) طب وماذا بعد العودة الى الثكنات من من الأخوة المواطنين أو السياسيين فى الميدان سيتصدى للاضطلاع بالمهمة الانتقالية وحمايتها ؟ هل الميدان الذى انقسم الى اكثر من 30 ائتلاف ومازال ينقسم مثل الخلية هم الذين سيجتمعون لتحديد مجلس رئاسى من بينهم لقيادة البلد؟ أم مرشحو الرئاسة المختلفون فيما بينهم اساسا ؟ أم الأحزاب التى تجاوز عددها حتى الان 47 حزبا و99% منهم قد لا يحصلون على أصوات فى الانتخابات القادمة بسبب ضعفهم وعدم جماهريتهم ؟ ام أن الأمر سيتحول من مرجان احمد مرجان الى فيلم البيه البواب فى مشهد انتخابات رابطة البوابين وهم يتخانقون على منصب سيدة الرابطة الاولى بالكراسي ،وهل البلد ضعفت الى هذه الدرجة ؟ أفهم أن المجلس العسكرى بلا خبرة سياسية وانه يرتكب الكثير من الأخطاء لكنه هو المؤسسة الوحيدة المتماسكة فى البلد فهل نريد اسقاطها ؟ ولصالح من ؟ وهل الأخوة الذين تظاهروا فى التحرير امس هم الذين يفهمون وباقى البلد اغبياء ؟ وهل هم الوطنيون والباقون عملاء ؟ عندما اطالع تويترو تحديدا ما يكتبه هؤلاء الباحثون عن دور أشهر وكان بالوعات صرف صحى قد فتحت؟ وكلها شتيمة بالأب والأم واستهزاء واستخفاف بالمشير والمجلس العسكرى وكأن هذه هى الموضة وهى البطولة . ألا يعرف مثل هؤلاء أن الناس طهقت وأن البعض كاد يكفر بالثورة من استفزازهم ومن حال البلد ؟ انا لا أدعم المجلس العسكرى بل أعلنها صريحة أنا ضده تماما وأرفض آن يحكمنا المشير أو عنان أو أى عضو من أعضاء المجلس العسكرى لكننى ضد إهانتهم والسخرية منهم والتقليل من شأنهم واستبدال مجهول بهم. و ما أفهمه هو أن نضغط على المجلس لتنفيذ البرنامج الزمنى وانتخاب مجلس ورئيس قبل منتصف العام القادم وأن يسلم بعدها المجلس العسكرى السلطة الى رئيس منتخب ويتقاعدون ، حتى لا يصبحوا مراكز قوى تهدد وجود الدولة المدنية الديمقراطية، وأن نسلم أعضاء المجلس وثيقتين الاولى : وثيقة شكر من المصريين لانهم وقفوا إلى جانب الثورة فى ظروف عصيبة وعبروا بالبلاد إلى بر الأمان فى الوقت الصعب . والثانية : وثيقة بعدم جواز محاكمتهم عن الفترة التى تواجدوا فيها مع مبارك حتى لانفاجأ فيما بعد بأحد الباحثين عن دور يطالب بمحاكمتهم وبالتالى تكبر فى دماغهم ويقررون أن يستمروا فى حكم البلد أفضل من أن يتركوا الحكم للمدنيين فيحاكمون. مطلوب من الاخوة الباحثين عن دور أن يفيقوا من هذا الوهم ومطلوب من الثوار الحقيقيين والسياسيين أن يشرحوا لهؤلاء المراهقين سياسيا ماذا يعنى غياب الجيش فى ظل عدم وجود بديل ؟ [email protected]