"أسد علي وفي الحروب نعامة"، هكذا يتعامل الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف مع الإعلاميين الذين بات لاهم لهم إلا مهاجمة كل ما يتعلق بثوابت الإسلام، وأبرزهم إسلام البحيري، وإبراهيم عيسى، فلم يكلف نفسه للرد على هؤلاء في الوقت الذي ينشغل فيه بمحاربة "الإخوان المسلمين" ولايتوقف عن كيل الاتهامات ضدهم. وفي مؤتمر صحفي عقده للرد على حرق منزله ببني سويف، طالب جمعة بسرعة تطهير الجهاز الإداري والتنفيذي والقيادي للدولة من العناصر الإخوانية التي تعرقل مسيرة الإصلاح والتنمية وقد تبيع أسرار الوطن لأعدائه في الداخل والخارج، وضرورة إبعادهم عن الأماكن الحساسة لأنهم مستعدون للتخريب في أي لحظة يتمكنون فيها. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتحدث فيها وزير الأوقاف عن "الإخوان" على هذا النحو، دون التعليق بأي شكل من الأشكال على موجة الهجوم الإعلامي التي أغضبت الكثيرين، بعد أن رأوا فيها محاولة للطعن في الإسلام نفسه، والتشكيك في ثوابته وأصوله. وكان صمت الوزير مثار استغراب للمراقبين، في الوقت الذي يخوض فيه الأزهر المعركة منفردًا في مواجهة الحملة الضارية التي تستهدف المؤسسة الإسلامية، بدعوى أنها مسئولة عن العنف والتطرف. وفي حين طالب جمعة الخطباء أكثر من مرة بإدانة العنف، لم تصدر عنه إشارة واحدة للتنديد بالهجوم الذي يشنه إعلاميون على الفضائيات وعلى صفحات بعض الصحف، وهو ما رأى مراقبون أنه يتماهى مع موقف بعض أجهزة الدولة التي تبارك ذلك الهجوم. من جهتها، ردت هيئة "كبار العلماء" بعبارات الاستنكار على حملة الهجوم التي يتعرض لها الأزهر، من بعض الإعلاميين، ومحاولة النيل من ثوابت الإسلام، قائلة إن "هؤلاء يخدمون النزعات الطائفية التي تتمدد في المجتمعات السُّنيَّة لتفكيك وحدة الأمة". ووصفت حملة الهجوم الضارية ضد الأزهر بأنها غير مسبوقة، ولا تستند إلى حقائقَ علمية، أو وقائع صحيحة، فيما وصفته بأنه "تطاول عجيب لا تقبَله الروحُ المصرية العارفة بفضل الأزهر ورجاله الذين واجهوا المحتلِّين، وتقدَّموا صفوف الشهداء في كل أيام مصر التاريخية، وأحداثها الفاصلة". وقالت الهيئة في بيان أصدرته اليوم إنه "إذ يستنكر الأزهر هذه الحملة المشبوهة البائسة، فإنه ليَثِقُ أن جماهير الشعب المصري تستنكرها – أيضًا – وأن هذه الحملة ليست إلا سحابة صيف لا تلبث أن تنقشع، كما انقشعت سوابق لها من قبل على امتداد تاريخ الأزهر". وأدان الأزهر "إتاحة الفرص في بعض وسائل الإعلام للتهجم على تراث الأمة وثوابتها وعلمائها والعبث بالسُّنَّة النبوية، وحقائق الدين، والعمل على زعزعة ثقة الأمة في تراثها وتاريخها". واتهم هؤلاء المهاجمين لتراث الأمة وعلمائها بأنهم "يخدمون النزعات الطائفية التي تتمدد في المجتمعات السنية لتفكيك وحدة الأمة". وشددت الهيئة على أن "الأزهر لا يتلقى توجيهات علوية ليفعل أو لا يفعل، وأن ما ذُكِرَ في شأن التجديد الديني لا يمكن أن يمس: مصادر الأحكام الشرعية المقررة، وأدلتها الكلية، ولا يتعلق بمناهج الاستنباط الأصولية وقواعدها، ولا بأحكام الحلال والحرام المستنبَطة على يد المجتهدين طبقًا لأصول الاجتهاد".