تظاهر، اليوم الأحد، قرابة 700 شخص من التيارات اليسارية، ضد مظاهرة لحركة "بيجيدا" اليمينية المتطرفة (ضد أسلمة أوروبا) شارك فيها 70 شخصا، في مدينة "بريجنس" عاصمة مقاطعة فورالبرج، غربي النمسا. وفي سياق آخر، دشنت مبادرة مسلمي النمسا (غير حكومية) اليوم خطاً ساخناً بتعريفة مخفضة، وذلك بالتعاون مع الهيئة الإسلامية الرسمية بالنمسا، لتسجيل حالات الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين في البلاد. وحسب التليفزيون الرسمي النمساوي (أو أر إف) ألقت الشرطة على اثنين من المناهضين للمظاهرة الرافضة ل "بيجيدا" كان أحدهم في حالة سكر، فيما لا يعرف بعد سبب القبض على الشخص الآخر. مظاهرة "بيجيدا" التي نظمها أعضاؤها بعنوان "نحن الشعب" في ميدان كورمر بلاتس شارك فيها مؤيديون لها من النمسا وألمانيا القريبة من الحدود النمساوية، رفعوا خلالها أعلام النمسا وألمانيا، فيما أعرب المعارضون عن رفضهم ل "بيجيدا" بالصافرات والهتافات العالية. وفصلت الشرطة عن المظاهرتين بمسافة مائة متر تجنباً للاحتكاك والمواجهات. جدير بالذكر أن مدينة لينز عاصمة مقاطعة "أوبر أوسترايش" (160 كم غربي العاصمة فيينا)، شهدت في الأسابيع الماضية أربع مظاهرات ل "بيجيدا" شارك فيها حوالي 150 شخص فقط وأخرى لتحالف اليسار الرافض للحركة شارك فيها حوالي 3 آلاف شخص الذي نجح في وقف أول مسيرة للحركة المعادية للإسلام. على جانب آخر، دشنت اليوم مبادرة مسلمي النمسا (غير حكومية) خطاً ساخناً بتعريفة مخفضة، وذلك بالتعاون مع الهيئة الإسلامية الرسمية بالنمسا لتسجيل حالات الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين في البلاد وحسب مراسل الأناضول، جاء إعلان هذه الخطوة غير المسبوقة خلال لقاء لرئيس المبادرة والمسؤولات عن الخط الساخن، تم عقده بفيينا، حضره عدد كبير من السيدات المسلمات والكثير من المهتمين والمسؤولين في جمعيات أخرى تعني بالمساواة ومكافحة التمييز والعنصرية، أعربوا جميعاً عن ترحيبهم بهذه الخطوة. وحسب رئيس المبادرة يهدف الخط الساخن إلى توثيق حالات الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين في النمسا. وأوضح طرفه بغجاتي في تصريحات للأناضول، أن "دراسة ظاهرة عداء الإسلام وما يعرف اليوم بالإسلاموفوبيا وتوثيق هذه الحالات في أوروبا، يشكل ضرورة ملحة اليوم". وأشار إلى أهمية التوثيق والإحصاء، لافتاً إلى أن كل ما هو ليس مكتوب ومدعوم بدراسات ووثائق، لا يعتبر موجود على الصعيد السياسي و الإعلامي و الثقافي ولا يؤخذ على محمل الجد من قبل السياسيين و أصحاب الرأي والقرار في هذه البلاد. وأضاف أن مشروع لتوثيق حالات الاعتداء على المسلمين، عبر الخط الساخن عمل تطوعي، معرباً عن أمله أن يتحول إلى عمل مؤسسي كبير لأنه يحتاج إلى دعم مادي ومعني. وقال بغجاتي: لا يمكن تبرير أي اعتداء عنصري ضد المسلمين في أوروبا والذي يزداد مع التقارير الإخبارية السلبية حول أوضاع حقوق الإنسان في بلاد المسلمين وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، خاصة ما تقوم به "داعش" و"بوكو حرام" وغيرها من المنظمات الإرهابية. ويشرف على المشروع الجديد بعض من شباب وشابات المبادرة، ويديره شابتان هما بشرى ديمير وألف أوتستورك. وقالت ديمير، إن التحدي الأكبر هو كيفية تفاعل المسلمين و المسلمات مع هذه الفكرة و هذا الخط الساخن، مشيرة إلى أن الخط الساخن يمثل عالم جديد على كثير من المسلمين الذين لم يتعودوا عليه في بلادهم الأصلية. وأضافت للأناضول، إن الكثير يخاف من توثيق حالته، مؤكدة أنه يتم التعامل مع أسماء المتصلات و المتصلين بسرية كاملة. بدورها أكدت أوتستورك على أنه لا يمكن إعطاء أي معلومات شخصية لأي جهة إلا بعد الاتفاق مع ذوي الشأن. وناشدت أوتستورك، في تصريحات للأناضول، الجالية الإسلامية في النمسا بالتفاعل القوي مع هذا الخط الساخن. وأضافت أنه سيتم توثيق التجارب الإيجابية لإبراز وتشجيع الجوانب الإيجابية في المجتمع ، مشيرة في الوقت نفسه إلى إمكانية التواصل ايضا عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بلغات مختلفة غير الألمانية. كانت منظمة " زارا" المناهضة للعنصرية ذكرت في تقريرها عن العام الماضي 2014، أن الحالات التي تصنف بأنها عداء للإسلام بلغت 61 حالة بزيادة الضعف عن عام 2013. مديرة المنظمة كلوديا شيفر، قالت في تصريحات صحفية إن السياسة تلعب دور في تفاقم العنصرية، منوهة إلى أن التهديد بفرض عقوبات على من لا يرغب في الاندماج يساعد على تقسيم المجتمع ما يؤدي في نهاية المطاف إلى حالات عنصرية، منتقدة وسائل إعلام بعينها مثل صحيفة "كرونن تسايتونج" المستقلة التي تهاجم طالبي اللجوء وشبكات التسول. لكن وزير الخارجية سابستيان كورتس رفض الانتقادات التي أوردها " زارا"، وقال للتليفزيون الرسمي ( أو أر إف)، إن الاعتداءات العنصرية ضد اليهود تصاعدت العام الماضي أيضاً على خلفية الصراع العربي الإسرائيلي والحرب في غزة. وأكد على أهمية الخط الساخن الذي دشنته مبادرة مسلمي النمسا من أجل مكافحة التمييز العنصري وتسجيل حالات الاعتداء عليهم وتوثيقها. ويبلغ عدد المسلمين في النمسا نحو 560 ألف من أصل 8.58 مليون نسمة هو عدد سكان البلاد وفق أخر تعداد في شهر يناير أعدته هيئة الإحصاء الحكومية.