أفاد تقرير لمركز (زارا) النمساوي لمناهضة العنصرية (غير حكومي)، أن مسلمين ويهودا وطالبي لجوء في النمسا تعرضوا لاعتداءات عنصرية على نحو متزايد في العام الماضي 2014. وأشار التقرير الصادر يوم الجمعة وأذاعه التلفزيون الرسمي (أو أر إف)، إلى أن "العام الماضي شهد تسجيل 794 حالة اعتداء عنصري بزيادة 60 حالة عن عام 2013". وأضاف أن "20 في المائة من الحوادث المبلغ عنها تتعلق بتصريحات عنصرية أو اعتداءات بدنية في الأماكن العامة، فيما يتعلق 19 في المائة بحالات التمييز العنصري وأغلبها في المجالات الاقتصادية، بينما 17 في المائة تضمنت اعتداءات عنصرية على الإنترنت، و8 في المائة سياسية في الإعلام والكتابة على الجدران، و7 في المائة من جانب الشرطة". وقالت ليليان ليفاي المسئولة بالمركز، إن "الحالات المسلحة أقل بكثير من الحالات الحقيقية التي لا يتم الإبلاغ عنها". وأشار التقرير إلى زيادة كبيرة في الاعتداءات العنصرية ضد مجموعات معينة، منوهاً إلى أن "الحالات التي تصنف كعداء للإسلام (الإسلام فوبيا) بشكل خاص بلغت 61 حالة بزيادة الضعف عن عام 2013"، بحسب مسؤولة المركز كلوديا شيفر. وأوضحت أن "الزيادة كانت قوية في شهر أغسطس/ آب 2014، حيث كانت ميليشيات تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (داعش) تكثف من فظائعها"، لافتة إلى "وجود علاقة بين التقارير الإخبارية وردود الأفعال السياسية". وقالت شيفر إن "السياسة تلعب دور في تفاقم العنصرية، منوهة إلى أن التهديد بفرض عقوبات على من لايرغب في الاندماج يساعد على تقسيم المجتمع مما يؤدي في نهاية المطاف إلى حالات عنصرية". وأوضحت أن "الشكوك (الاشتباه) ضد المسلمين كان بارزاً بقوة في شبكات التواصل الاجتماعي"، منتقدة وسائل الإعلام وخاصة صحيفة (طرونن تسايتونج) اليومية المستقلة التي تهاجم طالبي اللجوء وشبكات التسول"، على حد قولها. وفي تصريحات خاصة للأناضول قال رئيس مبادرة مسلمي النمسا، طرفة بغجاتي، إن "عداء الإسلام ظاهرة من أشكال العنصرية الثقافية"، مشيراً إلى أن "اليمين المتطرف يأخذها كبرنامج سياسي له ضد فئة من الاقليات في المجتمع الأوروبي". واتفق بغجاتي مع (زارا) في أن "زيادة العداء للإسلام تزداد مع زيادة التقارير السلبية عن بلاد المسلمين، ووضع حقوق الإنسان وحوادث الإرهاب بها". وأضاف ان "هناك اتجاهات سياسية واجتماعية وثقافية قوية ترفض هذا التصنيف العنصري الفوقي". وطالب المسلمين ب"ضرورة إنشاء تحالفات مع هذه القوى أفراداً وجمعيات"، مؤكداً في الوقت نفسه على "أهمية توثيق حالات التمييز ضد المسلمين"