حبيب العادلي وزير داخلية عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عرف بصفة "الرجل الحديدي" صاحب أعلي عدد سنوات قضاها وزيرًا خلال فترة توليه حقيبته بعدد 14 عامًا منذ الإطاحة باللواء حسن الألفي بعام 1997 بعد الحادثة الشهيرة التي عرفت بمذبحة "الدير البحري" بمحافظة الأقصر لتنتهي ولايته بعد ثورة ال 25 من يناير والتي اتهمت قوات الشرطة حينها بقتل المتظاهرين ومن قبلها في حالات التعذيب خلال الاعتقالات بالسجون والمعاملة السيئة داخل أماكن الاحتجاز وغيرها من الانتهاكات التي أظهرها النشطاء السياسيين من مختلف التوجهات ليبدأ العادلي بداية جديدة بعد حصوله منذ أيام علي البراءة في آخر القضايا الخاصة به والمعروفة ب "الكسب الغير مشروع ". مراحل في حياة "حبيب العادلي" ولد العادلي في القاهرة في 1 مارس 1938 لأسرة مصرية مستورة عائلها كان مدرسا بالتربية والتعليم، حصل على ليسانس الحقوق ودبلوم المواد الشرطية من كلية الشرطة عام 1961 لم يحلم قط الطالب حبيب إبراهيم العادلي وهو ينتظم في طابور عرض التخرج في كلية الشرطة دفعة يناير عام 1962 بأنه يمكن أن يصبح مديرًا لمباحث أمن الدولة، أو وزيرا للداخلية كان الطالب حبيب العادلي منطويًا منعزلا إلى حد كبير عن زملائه، وتخلف في بعض المواد في السنة النهائية، فتأخر تخرجه ستة أشهر إلى دور يناير، ولم يكن تخلفه له أي تأثير علي حياته العملية، فالداخلية تفصل في التقدير بين عالم الدراسة وعالم الممارسة، وإذا كان القدر له أحكام صادمة لقدراتنا علي الفهم والتحليل والتنبؤ، فالحياة لها مصادفات تجعلنا نضرب أدمغتنا في الحائط استغرابا لما يجرى أمام أعيننا من مصادفات غريبة، وقد تكون أولي المصادفات المهمة في حياة حبيب العادلى هي انضمامه إلى المباحث العامة في عام1965 . لتكون ثورة ال 25 من يناير القشة التي قصمت ظهر العادلي بعد أن اتسم عهده وعرف بعصر الانتهاكات بحق حقوق الإنسان والتعذيب في أقسام الشرطة والاعتقال التعسفى بصفة منهجية من قبل الشرطة وجهاز أمن الدولة، وكان لحادث مقتل خالد سعيد بمثابة الفتيل الذي أشعل الشباب الثوري الغاضب من سياسات دولة وعهد للرئيس مبارك وصف بالفساد والاستبداد والقمع وخلال محاولة إنهائه تصدت قوات الشرطة بكل الأساليب في محاولة قمع وإنهاء تلك التظاهرات ولكن دون جدوي لتعلن قوات الشرطة انسحابها بعد يومين تقريبًا من اندلاع الثورة لتكتب حروف النهاية لعهد العادلي. براءات حبيب العادلي ليعود إلى منزله من جديد ولتبدأ عصور المحاكمات ولكن النهاية مأساوية حيث سقطت الأحكام الصادرة ضده وإلغاء قرار التحفظ على أمواله واحدة تلو الأخرى فحصل على براءته بعد حكم المؤبد في قتل متظاهرى يناير، وبراءته في قضية اللوحات المعدنية والصادر ضده حكم فيها بالسجن 5 سنوات، وأخيرًا القرار الصادر من محكمة جنايات الجيزة ببراءته من تهمة الكسب غير المشروع وإلغاء قرارات التحفظ على أمواله وأموال أسرته، وينتظر الآن العادلى قرارًا من مصلحة السجون للإفراج عنه ليصبح حرًا طليقًا بعد 4 سنوات قضاها خلف القضبان الحديدية متهم ثم مدان ثم برىء. لينعم العادلي بعد أن خرج من محبسه نهائيًا متوجهًا لمنزله أمس السبت بمنطقة "السادس من أكتوبر" وسط تكثيفات أمنية مشددة ليعلق عدد من الشباب الذي شارك في ثورة ال 25 من يناير "أمتي هنشوفه وزير للداخلية مرة أخري" في الوقت الذي يوجد بصيص أمل صغير في إعادة محاكمته إذا تم الطعن علي الحكم أمام درجات التقاضي الأعلي من أهالي الشهداء أو المحامين المعنيين بتلك القضية.