تفاقمت حدة أزمة الركاب العالقين بمطار القاهرة الدولى ولا يجدون طائرات لنقلهم إلى بلادهم أو أماكن عملهم، بعد استمرار المراقبين الجويين منذ مساء أمس بالتباطؤ فى العمل احتجاجا على عدم صرف الحوافز لهم، وتكدس المسافرون بالآلاف فى صالات السفر لدرجة قيام أمن المطار بمنع دخول مسافرين آخرين للصالات. وفى صالة السفر بالمطار القديم المخصص لرحلات الشركات العربية والأجنبية اكتست لوحات مواعيد الطائرات باللون الأحمر الذى يشير إلى تأجيل موعد الإقلاع، ويتردد بقوة أن التباطؤ فى العمل تحول إلى إضراب فى ظل عدم إقلاع أى طائرة منذ نحو 15 ساعة، حتى أن ركاب طائرة الخطوط اللبنانية إلى بيروت صعدوا على الطائرة بعد إنهاء إجراءات السفر وطلب قائد الطائرة من برج المراقبة الإذن بالإقلاع، فأخبره أن الموعد تأجل إلى 11 مساء، وكان من المقرر أن تغادر فى 7 صباحا فنزل الركاب من الطائرة وقاموا بتحرير محاضر فى شرطة السياحة. وامتلأت صالة السفر بالمسافرين العرب والأجانب، وقام مندوبو شركات الطيران باتخاذ إجراءات الحجز لهم فى الفنادق القريبة من المطار انتظارا لتحديد موعد للإقلاع وهذه التكلفة ستكون على حساب هيئة ميناء القاهرة الجوى، مما سيتسبب فى خسائر كبيرة لها خاصة فى ظل استمرار عدم وضوح حل لهذه الأزمة والصمت التام من قبل المسئولين بالمطار واغلاق هواتفهم المحمولة. وتصدق مقولة مصائب قوم عند قوم فوائد، فالمستفيد من هذه الأزمة هم وأصحاب الكافيتريات فى المطار والتى امتلأت بالمسافرين ولا يستطيع أحد أن يجد مقعدا خاليا فيها. كما استفاد أصحاب التاكسيات فى نقل الركاب إلى منازلهم مرة أخرى بعد تأجيل الحجز أو إلغائه، فيما افترش الركاب الأرض أملا فى حل لا يبدو قريبا للأزمة.