قال خبراء سياسيون إن ترشيح مصر لأحمد أبوالغيط، وزير الخارجية الأسبق لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفًا للأمين الحالي الدكتور نبيل العربي الذي تنتهي مدته منتصف العام القادم يرجع إلى علاقاته بالملوك والأمراء العرب، كما أنه يتعامل بسياسة هادئة لا تميل إلى التصادم، مما يدعم نجاحه في إدارة القضايا العربية من خلال تعيينه كأمين عام للجامعة العربية. وردًا على الانتقادات لاختياره لانتمائه لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك وأن ذلك يخلق غضبًا شعبيًا، أكدوا أن "منصب وزير الخارجية عبارة عن سكرتير لرئيس الجمهورية ينفذ سياساته الخارجية دون التدخل بها، ويتغير أداء عمل الوزير طبقًا لتغير النظام الحاكم على أن يتحمل رئيس الدولة جميع الأخطاء الناتجة عن سياساته دون أدنى مسئولية على وزير الخارجية". وقالت تقارير صحفية، إن مصر وجهت رسائل إلى وزراء الخارجية العرب تتضمن ترشيح أبوالغيط لخلافة العربي والعمل على التوافق بشأنه، خاصة قبل انعقاد القمة العربية التي تستضيفها شرم الشيخ يومي 28 و29 الشهر الجارى. وتابعت، أن ترشيح أبوالغيط سيلقى قبولًا غير محدود من الدول العربية، خصوصًا الخليجية، نظرًا لمواقفه القوية ضد إيران والإرهاب، مشيرًا إلى أن مصر تراهن على النجاح الذي حققته في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ والزخم العربي الذي يساندها منذ ثورة 30 يونيو في تمرير هذا الترشيح. وأوضحت، أن مصر تعول كثيرًا على موقف المملكة العربية السعودية ودول الخليج المساندة لمصر في استمرار منصب الأمين العام في حوزة مصر باعتبارها دولة المقر. وقال الدكتور محمد سليمان لاشين، عضو الهيئة العليا لحزب "المؤتمر"، إن ترشح أبوالغيط، قد يؤثر على شعبية الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظامه الحالي، لاسيما بعد استعادة تأييد الشعب له بعد نجاح المؤتمر الاقتصادي، والذي أزال الآثار السيئة للمواطنين بعد رفع الحكومة الدعم عن بعض المواد البترولية والسلع. وأوضح أنه في حال عدم وجود بديل لأبو الغيط فيمكن تقبله بشكل تدريجي، لاسيما وأن الجميع يدعو لعدم اتباع سياسة الإقصاء للآخر، وأن أداء وزير الخارجية يختلف طبقًا لتغير سياسة النظام الحاكم، والذي يضع ملامح سياسته الخارجية. وأضاف أن أبو الغيط يحاول منذ فترة التواجد وبقوة على الساحة السياسية من خلال تأريخه لفترة حكم مبارك وظهوره على الساحة السياسية مرة أخرى ليحجز لنفسه دورًا في المرحلة المقبلة. وأشار عضو الهيئة العليا لحزب "المؤتمر" إلى تعدد وقوة علاقات وزير الخارجية الأسبق بالملوك والأمراء العرب، مما يدعم تواجده وقبوله من جميع الدول العربية لقيادة الجامعة العربية. من جانبه، رأى الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن ترشيح أبوالغيط، لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، يعد خطوة إيجابية في السياسة المصرية، نظرًا لما يمتلكه من علاقات حكيمة وهادئة ومتعددة الأطراف مع الجميع تؤهله لإدارة المواقف العربية باتزان ودون صدام مع أحد. وفيما يتعلق باتهام أبوالغيط بانتمائه لنظام مبارك الفاسد، قال حسين "أبوالغيط كان وزير خارجية مصر ولم يكن وزير خارجية مبارك، لذلك أي أخطاء حدثت في عهد مبارك يتحملها رئيس الجمهورية وليس الوزير، لأنه يعد سكرتيرًا لرئيس الدولة ينفذ سياساته الخارجية، لاسيما وأن وزارة الخارجية هي الحقيبة الوزارية الوحيدة التي توصف في العلوم السياسية بتغيرها وفقًا لاتجاهات رئيس الجمهورية".