افتتح، اليوم الجمعة، مهرجان الشعانبي للمسرح المعاصر بمحافظة القصرين، غربي تونس، تحت شعار "كلنا درع للوطن"، فيما لا تزال البلاد تحت صدمة عملية متحف باردو الإرهابية التي أوقعت 23 قتيلا أغلبهم من السائحين الأجانب أمس الأول. المهرجان انطلق في دورته الثانية اليوم، تزامنا مع الذكرى 59 لاستقلال تونس، وتنتهي يوم 27 من مارس/آذار الجاري، الذي يوافق اليوم العالمي للمسرح المعاصر. وفيما يحتل اسم جبل "الشعانبي" واجهة الأخبار العالمية كجبل الإرهابيين وبؤرة التوتر في تونس، اختار المركز الدولي للفنون المعاصرة (خاص)، منظم المهرجان، اسم الجبل عنوانا للتظاهرة المسرحية التي ينظمها تحت اسم "مهرجان الشعانبي للمسرح المعاصر في مواجهة الإرهاب المعاصر". وانطلقت الدورة الاولى للمهرجان في ربيع 2014 كرد على العمليات الإرهابية التي مثل جبل الشعانبي مسرحها. وتأتي الدورة الثانية للمهرجان وقد امتدت العمليات الإرهابية إلى الجبال المتاخمة ل"الشعانبي"، ووصلت حتى مدينة القصرين الواقعة بين ما يصفه تونسيون بمثلث الرعب نظرا لكثرة ما يشهده من عمليات إرهابية وهي الجبال الثلاث "الشعانبي" و"سمامة" و"السلوم". ويرى المركز الدولي للفنون المعاصرة، منظم المهرجان، أن الفن والثقافة هو السلاح الأمثل لمواجهة الإرهاب والتطرف. وقال وليد الخضرواي، مدير المركز الدولي للفنون المعاصرة ل "الأناضول": إن "المهرجان جاء أيضا استجابة لمطالب الثورة والتي يتطلب تحقيقها ثورة ثقافية تدفع بمبادئ الثورة وأهدافها وتمثل اللبنة الأولى في مقاومة الإرهاب المعاصر الذي هو نتيجة للتهميش الاجتماعي الاقتصادي والثقافي". ويفسر نقاد ومحللون انضمام بعض أبناء مدينة القصرين للتيارات المتطرفة بغياب مشروع ثقافي لتأطير هذا الشباب الذي تتجاذبه التيارات والأفكار المختلفة. وحول أهمية المهرجان يقول الخضراوي إن الدوافع الموضوعية لمهرجان الشعانبي للمسرح المعاصر تتمثل في "التعبئة الثقافية لأكبر عدد من الأفراد ومن بسطاء الناس وذلك بهدف تطوير حياتهم وإتاحة الفرصة المناسبة لهم للتعبير والترفيه، إضافة إلى تهذيب الحياة وتطويرها بعيدا عن لغة الإرهاب". واختار الخضراوي مركزه منذ تأسيسه كمبادرة خاصة ليخوض حربا ثقافية تحت تسمية المسرح المعاصر، حيث يعتبر أن المسرح المعاصر يغادر الخشبة التقليدية نحو الفضاءات العامة والمفتوحة ويذهب المسرح للناس ولا ينتظرهم. المهرجان المسرحي الذي سيستمر 7 أيام يضم أنشطة تتنوع ما بين الندوات والعروض المسرحية والفقرات التنشيطية في الشوارع من بينها تكريم رجال الأمن وعائلات الشهداء من الأمنيين. المهرجان سيجمع أيضا بين العروض المسرحية والورشات المفتوحة في مجال التكوين المسرحي، إضافة للفقرات التنشيطية الموجهة لمختلف الشرائح العمرية وهو "لب رسالة المهرجان"، حسب توصيف الخضراوي. ومن بين الندوات التي نظمت اليوم مع افتتاح المهرجان ندوة "دور الأمني والإعلامي والفنان في مقاومة الإرهاب". اليوم الأول للمهرجان تميز بحضور جماهيري كبير لمتابعة لوحات راقصة ومعرض لبعض إبداعات الحرفيين في مجال الصناعات التقليدية وانتهى بوقفة مع الأمنيين تم فيها تكريم بعضهم. محجوب القاهري المندوب الجهوي للثقافة بالقصرين (مسؤول حكومي) قال ل"الأناضول": إن "المهرجان هو تعبير عن حب الحياة وجزء من تظاهرات مسرحية بمحافظة القصرين ضمن تظاهرة ربيع التياتروستشمل أغلب مدن المحافظة." المهرجان الذي انطلق بعد يومين فقط من هجوم باردو الدامية أصر المنظمون على إقامته في تحدٍ واضح من تخوم الشعانبي للإرهاب الذي صار يهدد البلاد بأكملها، حسبما أجمع كثير من الحاضرين تحدثوا ل"الأناضول".