في بادرة هي الأولى من نوعها في تونس افتتح، مساء السبت، بمنطقة فيض المثنان على سفح جبل سمامة بمحافظة القصرين (غربي البلاد) المركز الثقافي الجبلي تحت مسمى "فينيق الجبل" لمواجهة "التطرف"، وفق صاحب فكرة المركز. المركز بدأ فكرة للشاعر عدنان الهلالي، أصيل المنطقة، قبل أن يتبرع الأستاذ الجامعي عبد القادر الميساوي بمنزله ليكون مقرا للمركز، وتبنت جمعية "الهضاب" المشروع ودعمته. حضر افتتاح المركز مجموعة من الفنانين وسكان المنطقة، برعاية مجموعة من المؤسسات الاقتصادية والثقافية، وسط غياب لأي دعم رسمي من وزارة الثقافة أو أي جهة حكومية. وتنوعت فقرات الافتتاح بين عروض موسيقية ورقص ومداخلات حول تاريخ المنطقة وجبل سمامة، وزين الفضاء بلوحات تشكيلية من إبداع أبناء المنطقة. فكرة المركز الثقافي الجبلي بدأت منذ أكثر من 3 سنوات بتنظيم يوم الجبل سنة 2011، وفقا لعدنان الهلالي، والذي قال لوكالة الأناضول إن المركز يقدم مقاربة ثقافية ريفية واقعية ويسعى الى خلق تقاليد ثقافية بهذه المناطق الجبلية والريفية والعناية بتراث الجبل المادي واللاماديّ. ويضيف أن دور المركز سيكون مصالحة سكان الجبل مع تراثهم وعاداتهم الجميلة. التحضير لافتتاح المركز تم خلال السنوات الثلاث الماضية باطلاق مجموعة من الورشات الفنية تنوعت بين المسرح والرقص والموسيقى والفنون التشكيلية وإقامة مجموعة من التظاهرات مثل مهرجان الاكليل وأيام الجبل المسرحية وتظاهرة الجبل يغني وتظاهرة عيد الرعاة (رعاة الغنم)، كما تم بعث نواة للمغنين الرحل (التروبادور) وفريق شبابي لموسيقى الهيب الهوب تحت اسم "غار بويز"(شباب المغارة)"، وفق عدنان الهلالي. هذه التظاهرات جميعها احتضنتها جبال منطقة سبيطلة، وخاصة جبل سمامة، وافتتاح المركز الثقافي الجبلي على سفح جبل سمامة جاء في فترة تشهد فيها الجبال الممتدة بغرب البلاد عمليات عسكرية منذ أكثر من عام ونصف العام ضد مجموعات "إرهابية". العمليات العسكرية أدت الى إعلان جبل سمامة وجبال أخرى مناطق عسكرية مغلقة وهي خطوة رأى فيها أهالي المناطق المحيطة بهذه الجبال تضييقا على نشاطهم وزيادة في صعوبة الحياة الصعبة بالأساس. ويضيف عدنان الهلالي إن المعركة ضد الإرهاب في جزء كبير منها معركة ثقافية وأن هذا المركز سيكون "ثكنة فكرية إبداعية تتصدى للظلامية والجهالة بعمق وروية".