عاشت الأم المثالية بالإسكندرية السيدة آمال رمضان شحاتة أحمد، حالة من الكفاح لمدة خمسة عشر عاما، تكبدت خلالها المتاعب وتحملت المشاق حفاظا وحرصا على أن تكون أما وأبا بعد رحيل الزوج، لتحافظ على زهور عمرها في وقت كان أحدهما لم يبلغ سوى خمس سنوات، والأخرى لم تكن تبلغ سوى ثلاث سنوات. فى بداية حديثها ل"المصريون" روت الأم المثالية تفاصيل رحلة تجاوزت 15 عاما منذ وفاة زوجها، فهى تبلغ من العمر 51 عاما، وتوفي زوجها عام 1990 عن عمر يناهز ثلاثة وثلاثين عاما، في حين لم تكن تبلغ سوى ثمانية وعشرين عاما. وأضافت أنها عقب وفاته لم تكن قسوة الفراق وحدها هي ما صاحبتها، بل قسوة المعيشة بإحدى القرى بمدينة أسيوط بصعيد مصر، فلم يترك لى أهل زوجى من ميراثه سوى القليل، وأجبرت على الانتقال من سكن الزوجية إلى شقة إيجارها 50 جنيها آنذاك، في حين أن معاش زوجى الذي عمل كمفتش تموين لم يكن يتجاوز 94 جنيها. وقررت عقب وفاة زوجى أن أقبع على تربية أبنائى "مصطفى" و"منى"، ولم أتقبل أي عرض للزواج، ووفقنى الله على ذلك بمعاونة الأقارب، حتى رزقنى الله بعمل في الشؤون الاجتماعية عام 1994 وتم تثبيتى عام 1997. وأعربت عن سعادتها برؤية ثمرة ما قدمته في تفوق أبنائها خلال مراحلهم الدراسية، وكلل ذلك بحصول "مصطفى" على ماجستير في القانون ويعمل محاسب، و"منى" على ليسانس الشريعة والقانون وتعمل محامية.
وأشارت إلى أنه "بعد انتهاء أبنائى من دراستهم بالصعيد اضطررنا للانتقال للمعيشة بالإسكندرية، سعيا أن يجد أبنائى فرصة عمل، وكان الأمر غاية في الصعوبة نظرا لكونها مدينة بعيدة عن مدينتنا وليس لدينا معارف أو أقارب بها. وتابعت: كان سعى ابنى للعمل بالإسكندرية أمرا غاية في الصعوبة، ففى بداية حياته كشاب عمل بمحل كشرى، وسكنا خلال تلك المرحلة بشقة إيجار بمنطقة سيدى بشر، ثم قمنا بشراء شقة بالتقسيط بشارع الهانوفيل بمنطقة العجمى. وأشارت إلى أنه لم يكن لدينا قدرة مالية على شراء الأثاث فتبرعت إحدى الجهات بذلك، وانتقل ابنى للعمل بأحد مصانع الغزل حتى نستطيع سداد أقساط الشقة الجديدة. واختتمت قصتها بكل بفخر، مؤكدة أن محطات الحياة لم تكن سهلة.