تواجه مصر والدول الإفريقية، عددًا من التحديات التي قد تصعب مهمتها نحو الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن وإنهاء السيطرة الدولية وفرض القرارات على الدول الإفريقية دون أن يكون لها كلمة قوية في أكبر تجمع دولي وإقليمي في العالم. وأكد خبراء أن الدول الغربية تدعي الديمقراطية ولا تمارسها، وذلك لكونها تسيطر على صناعة القرار الدولي من خلال مجلس الأمن في الوقت الذي لا يوجد تمثيل لعدد كبير من الشعوب والدول الكبرى في العالم وعلى رأسها القارة الإفريقية، وعلى الرغم من هذا السعي إلا أن هناك عدة تحديات قد تواجه مصر ودول إفريقيا تتمثل في استمرار الصراع العربي الإسرائيلي، ومنع تكوين تحالفات دولية أو منح قوة دولية لمصر أو أي دولة في منطقة الشرق الأوسط قد تؤثر على إسرائيل. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ضرورة التمثيل العادل للقارة الإفريقية داخل مجلس الأمن، الذي يجب أن يكون أكثر شفافية، وتعبيرًا عن ديمقراطية العمل الدولي، وذلك أثناء اجتماعه اليوم مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، سام كاهامبا كوتيسا فى حضور سامح شكري، وزير الخارجية، مطالبًا منه تحقيق الإصلاح وتوسيع المجلس. وقال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن مجلس الأمن يعمل من أجل تحقيق السلم والأمن الدولي الذي يسير في اتجاه حماية إسرائيل والتي على الرغم من سعي النظام المصري الحالي إلى تحقيق مصالحها وأمنها إلا أن لديها عدم رضاء كامل لذلك ستقوم بالضغط على حلفائها لمنع دخول مصر في مجلس الأمن والحصول على حق الفيتو حتى لا تكون ذات قوة في مواجهتها أو مواجهة الدول العربية، لا سيما أن الصراع العربي الإسرائيلي في فلسطين لا زال قائمًا". وأوضح أن "مصر شكلت الجامعة العربية قبل إنشاء الأممالمتحدة وكان يمكن أن يكون لها قوة خاصة بها دون الاتجاه أو السعي إلى الانضمام إلى مجلس الأمن، لكن هذا لم يحدث لأن اتفاقية الدول العربية بدأ توقيعها عام 1950، وكانت الأممالمتحدة قد وجدت على أرض الواقع قبلها بخمس سنوات"، مضيفًا أن منظمة الأممالمتحدة ورثت مواثيق منظمة عصبة الأممالمتحدة التي أنشئت قبلها ومن ثم مجلس الأمن. وقال إن "سعي مصر لدخول مجلس الأمن والحصول على حق الفيتو من خلال التمثيل العادل للدول الإفريقية لن يتحقق خاصة في وجود الصراع العربي الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط, مؤكدًا أن التجمع الدولي في الأممالمتحدة يعمل جاهدًا على عدم إقامة تجمع عسكري يضم جميع الدول العربية". وتابع حسين: "حتى لو إفريقيا كلها حصلت على حق الفيتو وتم تناوبه كل عدة سنوات بين مصر والجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا فلن تستطيع مصر الاستفادة منه لأن الدول الكبرى التي تمتلك حق الفيتو تستطيع إلغاء أي قرار يكون لمصر أو الدولة الإفريقية لكن يخالف توجهات الدول الكبرى. ولفت إلى أن "الدول الإفريقية حال السماح لها بحق الفيتو، يمكنها استخدامه في منع ضرر واقع عليها ولكن لا تستطيع الإضرار بأي دولة أخرى على عكس الدول التي تمتلك هذا الحق فإنها تكون قادرة على ذلك". من جانبه، قال نادر الشرقاوي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن "منظومة الأممالمتحدة تحتاج إلى إصلاحات كبيرة وإعادة تمثيل جديد لدول العالم"، مؤكدًا أن الدول الكبرى تدعي الديمقراطية ولا تمارسها. وشدد على ضرورة إنهاء سيطرة عدد محدود من الكيانات الدولية على مجلس الأمن، لافتًا إلى أن "هناك شعوبًا كثيرة ودولاً كبرى لا تمتلك حق التمثيل في مجلس الأمن حتى الآن, ومن حقها أن تتواجد من خلال السعي إلى زيادة عدد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ليضم دولاً إفريقية، حيث إنها القارة الوحيدة التى لا يوجد لها تمثيل دائم في المجلس الذي تستحوذ فيه الدول الغربية على 3مقاعد ومقعدين لآسيا". وأضاف "مصر لابد أن تشارك في صنع القرار العالمي واستغلال حالة الحراك التي يشهدها العالم في الحصول على تمثيل مناسب لإفريقيا عن طريق مصر وبعض الدول الأخرى التي تنافس مصر في هذه المكانة مثل جنوب إفريقيا وإثيوبيا ونيجيريا"، لافتًا إلى أن مصر سعت إلى تكوين عدة تحالفات إقليمية مع قبرص واليونان، بالإضافة إلى فرنسا وإيطاليا خلال الفترة الأخيرة لاستعادة دورها السياسي في المجتمع الدولي.