قال الناشط الإعلامي مصطفى شيخو، مراسل شبكة سوريا مباشر، إن "الوضع هادئ نسبيا في ريف اللاذقية الشمالي، بعد انخفاض وتيرة الاشتباكات التي دارت بين قوات النظام وقوات المعارضة السورية، لمدة ثلاثة أيام في محور دورين في جبل الاكراد". وفي تصريحات أدلى بها شيخو للأناضول، عبر سكايب، اليوم الاثنين، أفاد أن "الفصائل المعارضة متأهبة بشكل كبير من أجل الذود عن مصيف سلمى، لأنه من المعاقل الأساسية لهم، ويدركون حجم خسارة المدينة"، مشددا على "بلدة سلمى تعتبر لفصائل جبل الأكراد، مثل بلدة ربيعة بالنسبة لثوار جبل التركمان، من حيث الأهمية والبعد الثوري، لذلك احتمالية خسارتها بعيدة جدا في الآونة الاخيرة". وأشار شيخو أن "المواجهات في الأيام الماضية انتهت بسيطرة قوات النظام على قرية (دورين)، بعد أن كانت تسيطر سابقا على جبل دورين المطل على القرية، فيما تتطلع قوات النظام للتقدم باتجاه مصيف سلمى، وأسفرت الحصيلة النهائية عن مقتل ما يقرب من 45 عنصرا من قوات النظام، وإسقاط طائرة استطلاع كانت تحلق في سماء المنطقة، فضلا عن عطب مدفع رشاش 23 في محور كتف صهيون بقذائف الهاون من عيار 120". من ناحية أخرى، لفت شيخو إلى أنه "سقط عدد من القتلى والجرحى بصفوف قوات المعارضة في تلك الاشتباكات، فيما الفصائل التي آزرت جيش النظام هي قوات الدفاع الوطني المعروفة بالشبيحة، كما أكد مقاتلو المعارضة وجود بعض عناصر حزب الله في هذه المعارك". وأوضح أنه "في الوقت الذي اتحدت فيه فصائل المعارضة في المنطقة بشكل كامل في هذه المعركة، إلا أنه لم يعلن عن قدوم المؤازرات من المحافظات الأخرى كما كانت تجري العادة، و لم تنسحب الفصائل إلا بعد أن سخرت قوات النظام، الآلاف من المقاتلين، من بينهم ميليشيات شيعية". وكشف أنهم "لاحظوا وجود مخاوف لدى المدنيين، حيث نزح من قرية دورين حوالي 200 عائلة، إلى منطقة (أوبين)، الحدودية في جبل الأكراد، و من تبقى من المدنيين في سلمى، يتخوفون من تقدم قوات النظام، وأن يصبحوا لاحقا في عداد النازحين". وعن الوضع في جبل التركمان أفاد شيخو أن "فصائل المعارضة أعلنت أنها على أهبة الاستعداد أمام محاولات اقتحام مشابهة، وبعد متابعة خطط قوات النظام التي تجهزها القيادات الموالية في مدينة اللاذقية، لاحظوا عدم وجود نية لقوات النظام، بالقيام بأي محاولة اقتحام في الوقت الحالي، خاصة مع كون قوات النظام قد فشلت في اقتحام الجبل من محور نبع المر في الاشهر الفائتة، ورغم ذلك فإن جميع الفصائل مستعدة لأي معركة"، على حد وصفه. وكان أمين عام جمعية أتراك سوريا، أحمد وزير، وجه نداء إلى المجتمع الدولي من أجل تقديم مساعدات عاجلة، تفاديا لسقوط القرى التركمانية في ريف محافظة اللاذقية بيد قوات النظام السوري، موضحا أنَّ قوات النظام تكثف من قصفها الجوي والبري على مناطق جبل التركمان وجبل الأكراد في ريف اللاذقية ساعية لاقتحام جبل الأكراد والقرى التركمانية في جبل التركمان. وقد اقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها. ومنذ منتصف مارس (2011)؛ تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.