حذر مغتربون مصريون من قيام شخصيات على صلة وثيقة بالنظام السابق يدعون تمثيل المصريين المقيمين بالخارج بالوقوف وراء مؤتمرات تم تنظيمها خلال الشهور الماضية، وأخرى يتم التخطيط لعقدها خلال الفترة القادمة بدعوى تقديم المساعدة لمصر في مرحلة ما بعد الثورة، على الرغم من أنهم معروفون بعلاقتهم الوطيدة بأركان النظام المخلوع، وكانوا من بين أدواته في محاولته تمرير "سيناريو التوريث" الذي أحبطته ثورة 25 يناير. يأتي ذلك قبل شهر من عقد مؤتمر المغتربين الذي ينظمه ما يسمى ب "الاتحاد العام للمصريين بالخارج" تحت رعاية الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء, والذي تستضيفه جامعة القاهرة يومي الثلاثين والحادى والثلاثين من أكتوبر القادم. واتهمت مصادر تحدثت ل "المصريون" الداعين إلى المؤتمر بأنهم من "فلول" النظام السابق وممن كانوا يرتبطون بعلاقات قوية مع قياداته، معربة عن مخاوفها من أن يكون لهذا الأمر علاقة بتشكيل تكتل مضاد للثورة، كاشفة عن اعتزام الجاليات المصرية بالخارج إيفاد ممثل عنها للحديث باسمها من أجل توضيح الأمر والتحذير من الخطر الذي يشكله هؤلاء على الثورة. إذ أن أعضاء "اتحاد المصريين العاملين بالخارج" برزوا خلال عهد النظام السابق عبر تلك الجمعية التي ادعت تمثيلها المصريين بالخارج، على الرغم من أن هذا الاتحاد في حقيقة الأمر هو "جمعية أهلية" مصرية لا تحظى بالاعتراف الدولي سواء من قبل المنظمات أو الدول، لأنه جمعية أسست على الأراضي المصرية, وأعضاء مجلس إدارته من المصريين الذين كانوا يعيشون يومًا بالخارج مع عدد قليل لا يعد على أصابع اليد الوحدة أعضاء يعيشون بالخارج. وفي أعقاب ثورة 25 يناير ظهروا كمتحدثين باسم المغتربين المصريين مستغلين علاقتهم بكوادر سابقة ب "الحزب "الوطني" ومن بينهم رئيس جامعة خاصة أثير الجدل حوله خلال الفترة الماضية عقب انضمامه لحزب "الوفد، للترشح على قوائم الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة، على الرغم من كونه قياديًا سابقًا بالحزب المنحل. وفي أواخر يوليو، قام عبر جامعته بتنظيم مؤتمر بالقاهرة عن المغتربين المصريين بالخارج تحدث خلاله باسم الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء، وكان من بين المدعوين عمرو موسي المرشح لمحتمل لرئاسة الجمهورية، بالإضافة إلى قيادات "اتحاد المصريين العاملين بالخارج" والذين أثاروا قضايا تعبر عن طموحهم السياسي، ومن بينها مسألة حق الانتخاب والترشيح. ولم يكتف بدعوتهم إلى المؤتمر، بل قام باصطحابهم للقاء الدكتور السيد البدوي رئيس حزب "الوفد"، وخلال اللقاء أثاروا معه أيضًا المطالب التي تعكس تطلعهم للعب دور سياسي أكثر من أي شيء آخر وتحقيق أهدافهم الشخصية، وهو ما بدا من خلال وعدهم له بأنه حزبه سيقوم بترشيح عشرة من المغتربين المصريين على قوائمه. واستمرارًا للظهور المثير للتساؤلات والشكوك جاءت دعوة "الاتحاد العام للمصريين بالخارج" إلى عقد مؤتمر المغتربين بجامعة القاهرة يومي الثلاثين والحادي والثلاثين من أكتوبر، دون أن توضح الجهة الداعية تفاصيل بشأن المواضيع المطروحة أو آليات التنفيذ أو أسماء المشاركين. وأبدت المصادر استغرابها من تحدث هذا الاتحاد باسم المصريين بالخارج، على الرغم من كونه جمعية محدودة النشاط ليس لها حق ممارسة أنشطتها إلا داخل مصر فقط وليست على دراية بمشاكل المصريين بالخارج، مؤكدة أنها ليس لديها تفويض رسمي من الجاليات المصرية بالخارج للتحدث باسم المصريين بالخارج. ومن بين قيادات تلك الجمعية مصري مهاجر إلى النمسا يترأس إحدى الجمعيات قالت المصادر إنها تأسست على يد عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة السابقة، والهدف كان تنفيذ أجندة التوريث لصالح جمال مبارك نجل الرئيس السابق. وهذا الشخص – كما تقول- معروف عنه بأنه من أقرب المقربين للنظام السابق، ويحظى بالرفض في أوساط الجالية المصرية بالنمسا، البالغ عددها 30 ألف شخص، ما أثار استغراب المصادر ودفعها للتساؤل: كيف له أن يدعى أنه يمثل الجالية المصرية بالنمسا بل ويشارك فى تنظيم المؤتمر؟!. واتهمت المصادر الجمعية المذكورة بأنها تبيع الوهم والسراب للسياسيين في مصر عبر إيهامهم بأن لها دورًا وسيطرة ونفوذ على الجاليات المصرية بالخارج، بينما أعضاؤها في حقيقة الأمر لايبحثون إلا عن أدوار لأنفسهم داخل أروقة المجالس السياسية المصرية لتحقيق أغراض شخصية. وحذرت من التعامل مع هؤلاء المتطلعين للبحث عن دور خلال الفترة المقبلة، بزعم أنهم يمثلون المصريين بالخارج على غير الحقيقة، حيث أنهم كانوا مرتبطين بالنظام السابق وتسويق سيناريو التوريث الذي أحبطته ثورة يناير. واقترحت المصادر على المسئولين في مصر التواصل مع الجاليات المصرية بالخارج مباشرة عبر زيارات ميدانية دورية دون وسيط، وفتح قنوات للحوار المشترك بين المغترب والدولة، وبحث إمكانية الاستفادة من جهود المغتربين في خدمة البلاد بعيدًا عن الخطب والشعارات الرنانة.