انطلقت، أمس الخميس، جلسات الحوار الليبي بين فرقاء الجارة الشقيقة، الذي ترعاه الأممالمتحدة بالمغرب، بمشاركة المؤتمر الوطني العام، المنتهية ولايته، ويتخذ من طرابلس مقرًا له، ومجلس النواب بطبرق الذي قضت بحله المحكمة العليا في طرابلس. ويضم الحوار أيضا مقاطعين لمجلس النواب بطبرق ومقاطعين للمؤتمر الوطني العام بالإضافة إلى شخصيات تمثل المجتمع المدني الليبي. وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان، هما حكومة عبد الله الثني (تعترف بها المؤسسات الدولية) التابعة لمجلس النواب بطبرق، وحكومة عمر الحاسي، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، والتي تتخذ من طرابلس مقرا لها. ومن جانبه، أعلن العميد صقر الجروشي، مسؤول العمليات الجوية بعملية الكرامة، التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، والمدعوم سياسيًا من "برلمان طبرق"، أمس الأول الأربعاء، وقف العمليات العسكرية لإفساح المجال أمام الحوار السياسي الدائر حاليا في المغرب لحل الأزمة في البلاد. إلا أن الحكومتين المتنازعتين تفاجئوا بمحاولات قصف مطار امعيتيقة في العاصمة طرابلس، وقال فوزي ميلاد، المتحدث باسم إدارة المطار، إن طائرة حربية حاولت صباح، اليوم الجمعة، مرتين استهداف المطار. وأضاف في تصريحات لوكالة الأناضول أن القوات المكلفة بحماية المطار استطاعت إبعاد الطائرة بإطلاق مضادات أرضية؛ ما أجبرتها على مغادرة أجواء العاصمة. وأوضح ميلاد أن هذا الاستهداف للمطار هو المحاولة الخامسة خلال الساعات ال72 ساعة الماضية، مؤكدًا أن القوات المكلفة بحراسة المطار أفشلت أربعة محاولات، فيما تمكنت طائرة حربية، في إحدى المحاولات، من قصف محيط المطار دون أن تتمكن من إصابة هدفها مسببة خسائر مادية بسيطة في بعض المباني. وقال فوزي ميلاد إن الطائرات الحربية التي استهدفت المطار خلال الأيام الثلاثة الماضية هي طائرات تابعة ل"عملية الكرامة". فيما أكدت مصادر عسكرية في رئاسة الأركان التابعة لحكومة طبرق، في تصريحات صحفية، استهدافها المطار، موضحًا أن طائرة حربية حاولت، صباح اليوم، استهداف المهبط الرئيسي لمطار امعتيقة، لكنها لم تصب أهدافها بدقة، حيث أسقطت 3 قنابل فى منطقة بعيدة عن المهبط. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تخرج فيها قوات «حفتر» عن طاعة حكومة عبدالله الثني، حيث سبق وهدد العقيد طيار صقر الجروشي، أحد قادة «عملية الكرامة» بقصف مقر برلمان طبرق ومقر الحكومة بالطائرات الحربية، إذا لم يستجيبوا لرغبات قادة عملية الكرامة. وقال العقيد بسلاح الجو الليبي التابع لبرلمان وحكومة طبرق، في لقاء بتلفزيون «ليبيا أولا»، إذا لم تستجب الحكومة والبرلمان لرغبات «الكرامة» فإننا لا نستطيع منع الطيارين من قصف لمقر برلمان طبرق وحكومة الثني لأنهم التحقوا بإرادتهم، ولم نأمرهم بالالتحاق بها ولا بد من إجابة مطالبهم، حسب قوله. واجتمع في اليوم التالي لتهديد «الجروشي»، برلمان طبرق وقام بالتصويت علي تعديل قانون الجيش, ونقل صلاحيات القائد العام للجيش الليبي من مجلس النواب إلي الشخص الذي سيتولي المنصب و سيقوم بأداء اليمين الدستوري أمام البرلمان، وأشارت تكهنات إلى أن اللواء «خليفة حفتر» من أبرز المرشحين لتولي المنصب.