رحبت منظمات مجتمع مدني، في شرق تركيا، اليوم الاثنين، بدعوة زعيم منظمة بي كا كا الإرهابية، عبدالله أوجلان- المسجون مدى الحياة في تركيا- قيادات منظمته إلى عقد مؤتمر طارئ، خلال فصل الربيع "لاتخاذ قرار تاريخي بالتخلي عن العمل المسلح"، في إطار مسيرة السلام، التي أطلقتها الحكومة، الرامية لانهاء الإرهاب، وإيجاد حل جذري للقضية الكردية. وأوضح رئيس غرفة تجارة وصناعة "وان"، نجدت تقوى، أنهم كانوا ينتظرون مثل هذه الدعوة، منذ مدة طويلة، واصفا الإعلان عنها بحضور مسؤولين من الحكومة التركية، بالخطوة الهامة، لاسيما من أجل تنمية منطقتهم وتعزيز النشاط الاقتصادي فيها، فضلا عن توفير السلام والطمأنينة. بدوره ذكر نائب رئيس نقابة محامي "وان"، مراد تيمور، أن الدعوة ستفسح المجال أمام التخلي عن السلاح، وتعزيز الحياة الديمقراطية في البلاد، كما أنها ساهمت في زيادة الآمال لدى سكان المنطقة من أجل السلام. وأعرب رئيس فرع جمعية "مظلوم در" في "وان"، يعقوب أصلان، عن استعدادهم لفعل ما بوسعهم من أجل دعم مسيرة السلام وانجاحها، مشيرا إلى أن الجميع شاهد كيف أن الحرب لافائدة منها للمجتمع، وأن السلام هو السبيل الوحيد. وكان أوجلان قد دعا قيادات المنظمة إلى عقد مؤتمر طارئ خلال فصل الربيع "لاتخاذ قرار تاريخي بالتخلي عن العمل المسلح". وجاء ذلك على لسان البرلماني التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي المعارض "سري ثريا أوندر"، في تصريح صحفي في 28 فبراير الماضي، عقب حضوره اجتماعا ضم نائب رئيس الوزراء يالتشين آق دوغان، ووزير الداخلية أفكان آلا، ونائبي رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعوب الديمقراطي إدريس بالوكان وبرفين بولدان، تمحور حول المرحلة التي وصلت اليها مسيرة السلام الداخلي. ونقل أوندر عن أوجلان قوله: "ونحن ننتقل من مرحلة الصراع التي دامت 30 عاما إلى السلام الدائم؛ فإن هدفنا الرئيسي هو التوصل إلى حلّ ديمقراطي. أدعو بي كا كا إلى عقد مؤتمر عام طارئ خلال أشهر الربيع لاتخاذ قرار تاريخي واستراتيجي يستند إلى التخلي عن الكفاح المسلح في ضوء المبادئ التي تم الاتفاق فيها على الحد الأدنى المشترك. وهذه الدعوة هي إعلان نوايا تاريخي بشأن حلول السياسة الديمقراطية محل الكفاح المسلح". وعدد أوندر 10 بنود أساسية "من أجل ترسيخ الديمقراطية الحقيقية والسلام الشامل"، أبرزها، "تعريف الأبعاد الوطنية والمحلية للحل الديمقراطي"، "الضمانات القانونية والديمقراطية للمواطنة الحرة"، "الأبعاد الاجتماعية – الاقتصادية لمسيرة السلام"، "تناول علاقة الديمقراطية بالأمن، بشكل يحمي النظام العام والحريات، خلال مسيرة السلام"،" تبني المفهوم الديمقراطي التعددي بخصوص مفهوم الهوية، وتعريفها، والاعتراف بها"، و"صياغة دستور جديد يرمي لتكريس كافة التحولات والحملات الديمقراطية".
جدير بالذكر أن مسيرة السلام الداخلي في تركيا انطلقت قبل أكثر من عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، و"عبد الله أوجلان" زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية المسجون مدى الحياة في جزيرة "إمرالي"، ببحر مرمرة منذ عام 1999، وذلك بوساطة حزب الشعوب الديمقراطي (حزب السلام والديمقراطية سابقا، وغالبية أعضائه من الأكراد)، وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي. وشملت المرحلة الأولى من المسيرة، وقف عمليات المنظمة، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطًا ملحوظةً. وتتضمن المرحلة الثانية عددًا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولًا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين بالعودة، والذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة، على العودة، والانخراط في المجتمع.